مرصد الأزهر: نشعر بالقلق من تزايد الخطاب العدائي تجاه الإسلام داخل المؤسسات التشريعية

مرصد الأزهر: نشعر بالقلق من تزايد الخطاب العدائي تجاه الإسلام داخل المؤسسات التشريعية

أعرب مرصد الأزهر عن قلقه البالغ من تصاعد الخطاب العدائي ضد الإسلام في أروقة المؤسسات التشريعية، معتبرًا ذلك انحرافًا خطيرًا عن المبادئ الديمقراطية التي تقوم على احترام حرية الدين والمعتقد.

وأكد المرصد، في بيان صادر، أن الخلط المتعمد بين الإسلام والتطــ..ـرف هو من أبرز الوسائل التي يعتمدها خطاب الكراهية لبث الرعب والشك في نفوس المواطنين، وإقصاء فئات كاملة من المجتمع على أسس دينية وثقافية.

وحذر المرصد، من أن استخدام البرلمان كمنبر لنشر أفكار تستهدف المسلمين يهدد وحدة المجتمع ويعزز الانقسام.

وفي الوقت الذي يرفض فيه مرصد الأزهر أي محتوى تعليمي يحض على العـنف، فإنه يُحذر من تحويل التعليم إلى ساحة صراع ثقافي تُقصى فيها العقائد وتتهم دون دليل، داعيًا المجتمع الإسباني وقادته ومؤسساته إلى التصدي لهذا المد الشعبوي بالحكمة والمبادئ، مؤكدًا أن التعايش والتنوع هما حجر الأساس في المجتمعات الحديثة، وأن محاربة الكراهية تبدأ من محاسبة من يروج لها.

تصعيد حاد بالجلسة البرلمانية الإسبانية من حزب “فوكس” اليميني المتطرف

وفي وقت سابق، شهدت الجلسة البرلمانية الإسبانية المنعقدة بتاريخ 11 يونيو 2025، تصعيدًا حادًا من جانب حزب “فوكس” اليميني المتطرف، الذي استهدف المحتوى الإسلامي في المناهج التعليمية، في خطوة أثارت استنكارًا واسعًا من الحكومة والأحزاب الديمقراطية.

وقد اعتبرت الصحف الإسبانية، ومنها صحيفة “آه بي ثي”، هذا الهجوم محاولة جديدة لإثارة الإسلاموفوبيا في الساحة السياسية.

وأفادت التقارير أن النائب خواكين روبليس، ممثل حزب فوكس، دعا إلى “مراقبة الدولة للمحتوى الإسلامي في الفصول الدراسية”، مدعيًا وجود خطر من “دعوات جــهادية” أو “خطابات معادية للمرأة والمـثـ…ليين”. وشدد روبليس على أن النظام التعليمي يجب ألا يتحول إلى منبر لنشر أفكار تتعارض مع “القيم الإسبانية”، وذلك في سياق نقاش حول تعزيز المناهج متعددة الثقافات.

واتهم النائب اليميني وزيرة التربية والتعليم، بيلار أليجريا، بـ”التستر على محتوى خطير” والترويج لـ”الاستسلام الثقافي”، واصفًا التعددية الدينية بـ”الخطر الداهم على الهوية الوطنية”، ما أثار استياءً واسعًا داخل البرلمان.

 الحكومة ترفض رسائل الكراهية

من جانبها، ردت وزيرة التعليم، بيلار أليجريا، بحزم على تصريحات حزب “فوكس”، مؤكدة رفض إسبانيا لـ”رسائل الكراهية” التي يطلقها اليمين المتطرف من داخل مؤسسات الدولة. وأوضحت أليجريا أن “ما يروّجه حزب فوكس لا يتعدى كونه أكاذيب متكررة هدفها إثارة الخوف من الآخر”، مؤكدة أن المجتمع الإسباني يقوم على احترام القيم الديمقراطية وحرية العقيدة والتنوع الثقافي والديني.

الحكومة تتهم فوكس بخلق عدة وهمي 

كما اتهمت الحكومة حزب “فوكس” بمحاولة خلق “عدو وهمي” لتأجيج الناخبين، واصفة الخطاب الموجه ضد المسلمين بأنه “انعكاس لعقلية إقصائية تمثّل تهديدًا للنسيج الاجتماعي الإسباني”، ورفضت الحكومة ربط الإسلام بالتطــرف، معتبرة في ذلك إساءة لملايين المواطنين المسلمين الذين يعيشون بسلام ويحترمون القانون.

يأتي هذا التصعيد في ظل تزايد خطابات اليمين الشعبوي المعادية للمهاجرين والمسلمين في أوروبا، وهي ظاهرة بدأت تتسلل إلى المؤسسات التشريعية، ما يثير قلقًا متزايدًا لدى المدافعين عن حقوق الإنسان والتعايش السلمي.