رشا قنديل وتزامن تقريرها المشكوك فيه مع السرد الإسرائيلي

رشا قنديل وتزامن تقريرها المشكوك فيه مع السرد الإسرائيلي

تشهد منطقة الشرق الأوسط العديد من التوترات السياسية والجيوسياسة على الصعيد العسكري، خاصة مع الحرب الغاشمة التى تشنها قوات جيش الإحتلال الإسرائليلى ضد الشعب الفلسطيني فى قطاع غزة، فضلًأ عن التوتر الذي يشهده مسر عمليات البحر الأحمر وتحديدًا فى اليمن من قبل قوات الحوثين، بجانب حماية ترسيم الحدود البحرية.
وعلى الحدود الغربية مع دولة ليبيا الشقيقة، هناك اشتباكات بين الفصائل المتصارعة على الحكم ما يتطلب يقظة واستعدادا وعتادا لحفظ الأمن على تلك الجبهة الطويلة من الحدود المصرية، ضد أي محاولة من التنظيمات المتطرفة للاعتداء على السيادة المصرية.
وفي الجنوب الأمر أسوأ حالا مما هو عليه في الشرق والغرب، فدولة السودان دخلت نفقا مظلما ويشهد قتال عنيف بين قوات الجيش والمليشيات الخارجة من الدعم السريع، مما يهدد الحدود المصرية، مما يستوجب أيضا يقظة واستعدادا من قبل القوات المسلحة المصرية.
وبعد كل ذلك تخرج علينا الإعلامية رشا قنديل زوجة أحمد طنطاوي، بتقرير مشبوه تنتقد فيه تسليح الجيش المصري ومدي الاستفادة منه، رغم أنها لن ولم تنتقد حشد جيش الاحتلال بالأسلحة الأمريكية الحديثة والمتطورة،على الحدود المصرية الفلسطينية، الأمر الذي يتطلب يقظة واستعدادا كبيرا من قبل القوات المسلحة المصرية لحفظ الأمن وتأمين الحدود، وهو أمر لم يختلف عليه حتى أقصى معارضي الحكم فى مصر.
وكانت القيادة السايسية المصرية لديها بعد نظر مما يحيط بالدولة المصرية من مخاطر على جميع الإتجاهات، ولم يكن كل ما يحدث مفاجئا للقيادة المصرية، حيث سابقت الزمن في الاستعداد واليقظة والتطوير والتسليح منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم.
وهذا الأمر يتوجب علينا أن ننظر إلى جغرافيا التهديد التى تواجها مصر غرباً، لا تزال ليبيا منقسمة، وموطناً لميليشيات متناحرة ومرتزقة أجانب، جنوباً، يثير انهيار السودان شبح الهجرة غير المنضبطة، وتهريب الأسلحة، وعودة الإسلاميين عبر الحدود. وفي الشمال الشرقي، تحولت منطقة شرق المتوسط إلى بؤرة توتر سياسي بشأن الطاقة، ومسرح للتحديات البحرية حيث تتنافس السفن التركية والبوارج اليونانية ومنصات الغاز الإسرائيلية على الهيمنة”.
ورغم اختلاف البعض فى البداية على نفقات الجيش ولكن بعد ذلك أدركنا واتفقنا على مدى أهميته وقيمته في ظل تلك الجبهات الملتهبة، وسط هذه الأحداث والمخاطر التي تحيط بدولتنا المصرية، نجد من يتحدث عن عدم أهمية تسليح الجيش المصري، والتشكيك في مدى جدوى الإنفاق على هذا التطوير، مما يستوجب التعجب لهذا الطرح.
ونادت تلك الأصوات بعدم أهمية تسليح الجيش المصري وكأنه غير مطلوب في ظل كل تلك الأحدث الملتهبة في المنطقة على كل الجبهات، أو عميت أعينهم عن المخاطر المحيطة، أيعقل أن تترك البلاد بلا حارس أمين.
كان أخر الأصوات التي أظهرت حقد دفين على تسليح الجيش المصري وتطويره لقدراته العسكرية، الإعلامية رشا قنديل، ليحمل تقريرها سهام غل وحقد لا نقد لتطوير الجيش لقدراته بحجة الكلفة البالغة لهذا التطوير وكأن المطلوب هو إبقاء هذا الجيش ضعيف ومقزم، واستندت في تحقيقها إلى مصادر معظمها لضباط من جيش العدو الصهيوني وإلى تقارير لمنظمة سيناء المعروفة بعدائها لمصر وجيشها لا مجرد خلاف ومعارضة لنظام حكم.
تغاضى التحقيق الذي نشرته رشا الإشارة لحجم انتشار الجيش في سيناء ونجاحه في القضاء على المجموعات الإرهابية بل أشارت بحالة لا تخفي شماتتها في نجاح المجرم هشام العشماوي في تفجير قاعدة أنشاص الذي تستخدمه القوات المسلحة في تشويين الأسلحة، ومارست دورًا تدليسيًا في الإشارة إلى انتشار جيش العدو على حدود مصر دون الإشارة إلى كسر الجيش المصري لبنود كامب ديفيد، وأن انتشار هذا الجيش في سيناء ورفض الدولة المصرية القاطع لسيناريو التهجير هو ما يوقف إقدام العدو على تنفيذه حتى الآن، وتشكك في قدرة الجيش على منع تنفيذ السيناريو رغم ترسانته العسكرية المبالغ فيها حسب توصيفها، وبدموع تماسيح مدرسة البي بي سي تدين حجم الإنفاق العسكري على تطوير القدرات العسكرية بحجة أننا لن نحارب متجاهلة أن معظم تلك الصفقات العسكرية قد مولتها دول عربية في ظروف ما ولدوافع لم تحققها مصر ولم تشارك فيها لكنها استفادت بالتسليح، وبطرح الأستاذة فعلينا إذا أن نفكك هذا الجيش وأن نبيع ترسانته العسكرية خردة، ربما ترضى هي وأستاذها حافظ الميرازي ومؤسسة البي بي سي التي لا يخفى على أحد أنها تمول من جهاز Ml6 البريطاني.

ولعلنا نشير إلى أنه من حق رشا قنديل أن تعارض السلطة في مصر لكن عليها وهي تمارس التنظير والتأطير أن لا تعتقد بسذاجتنا لنتماهى مع طرحها في الهجوم على الجيش الوحيد المتبقي في الوطن العربي، وعليها أن تدرك أن اعتقادها بضرورة تفكيكه ورفض التجنيد الإجباري وتعيين مدني على رأس قيادته مجرد طرح لا يخل من سم طالما دسته البي بي بي سي والنشطاء الذين يقتاتون على فوائض تمويلات المنظمات المرتبطة والممولة من أجهزة استخبارات غربية.
تقول الإعلامية رشا قنديل، إن تحقيقها الذي يحمل عنوان: “الترسانة المصرية: لمن تشتري مصر كل هذا السلاح؟”، استغرق ثلاثة أشهر لتنجزه، هذا الأمر تحديداً، شكل عاملاً لمضاعفة حدة ردود الفعل ضد تحقيقها المثير للجدل.
نشرت إعلامية مصرية تحقيقاً أثار علامات تعجب وقدراً من السخرية في أوساط المصريين. وجاء التحقيق تحت عنوان رآه البعض “متغافلاً” أو “منفصلاً” عن جغرافيا دولة تقع بقلب إقليم تتأجج فيه الحروب، وتحيط بها الصراعات والتهديدات الأمنية من جهاتها الأربع. وتقول الإعلامية رشا قنديل، إن تحقيقها الذي يحمل عنوان: “الترسانة المصرية: لمن تشتري مصر كل هذا السلاح؟”، استغرق ثلاثة أشهر لتنجزه، هذا الأمر تحديداً، شكل عاملاً لمضاعفة حدة ردود الفعل ضد تحقيقها المثير للجدل، ففي نهاية يناير الماضي، وهو التوقيت الذي يفترض أن الإعلامية بدأت فيه تحقيقها تقريباً، تساءل مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون عن أسباب اقتناء الجيش المصري معدات عسكرية حديثة رغم عدم مواجهة البلاد أي تهديدات.
تطابق لافت، وتوقيت متزامن رددت قنديل ما قاله دانون بصيغة مختلفة في مستهل تحقيقها: “لماذا تبني مصر هذه الترسانة الضخمة؟ لا دلائل على حرب وشيكة ستخوضها السلطة أو القوات المسلحة باسم مصر لا إقليمياً ولا دولياً.
وأثار التحقيق الذي نشرته ردور فعل غاضبة على مواقع التواصل الإجتماعي ووصفه المدونون بـ”الغل السياسي” الذي تكنه الإعلامية التي تحمل الجنسية البريطانية تجاه مصر، ما يضع علامات استفهام بشأن مهنية تحقيقها، لافتين إلى أنها زوجة المعارض المصري أحمد طنطاوي، المسجون بحكم قضائي، بعد اتهامه بتزوير توكيلات لترشحه في انتخابات رئاسة الجمهورية عام 2024، ما يجعل تحقيقها مشكوكاً في مهنيته بالنسبة لكثيرين.
السؤال الرئيسي الذي تطرحه قنديل “إجابته سهلة للغاية” وهي إذا أردت أن تمنع الحرب، فاستعد جيداً لها هذا مبدأ متفق عليه عالمياً، أي نظام حاكم في العالم، مسؤول عن الأمن القومي لبلده لتحقيق ذلك لا بد أن يبني جيشاً قوياً ولكن حتى في حالة النصر، فإن التكلفة عالية جداً، قتال ليوم واحد بين قوتين متساويتين يكلف ما تخصصه الدولة للتسليح في عام كامل”.
وهنا السؤال هل يمكن أن أحمي أمني القومي من دون حرب؟ الإجابة: نعم، أن تبني استراتيجية الردع، بامتلاك قدرات أكبر مما لدى عدوك، بجانب إظهار القوة، وهذا ما تفعله مصر، إنها تقوم باستعراضات عسكرية، وتفتيش حرب، ومناورات مشتركة مع دول عدة”.
كثيراً من المشتريات المصرية منطقية، “لا يمكن تجاهل عامل الهيبة، فالتحديث العسكري المصري يتعلق باستعادة المكانة الإقليمية، فمصر هي حجر الزاوية في استقرار العالم العربي، ونداً للطموحات التركية والتهديدات الإيرانية .