اكتشف الجوانب الخفية لمصر: 5 مواقع أثرية مهملة ت rival الأهرامات في الأهمية.

اكتشف الجوانب الخفية لمصر: 5 مواقع أثرية مهملة ت rival الأهرامات في الأهمية.

حينما يُذكر اسم “مصر”، تتبادر إلى الأذهان صور الأهرامات ومعابد الكرنك ووادي الملوك. لكن بعيدًا عن تلك المعالم التي حظيت باهتمام عالمي، تختبئ في أنحاء مصر كنوز أثرية أقل شهرة، لكنها لا تقل سحرًا أو قيمة تاريخية. مواقع صامدة في وجه الزمن، شاهدة على حضارات ومراحل زمنية متنوعة، تنتظر أن يُسلط عليها الضوء لتأخذ مكانها المستحق في خارطة السياحة الثقافية.ومن خلال موقع الجمهور الإخباري نسلط الضوء على خمسة من أبرز المواقع الأثرية “المنسية” التي تستحق الزيارة، سواء كنت باحثًا في التاريخ أو مجرد محب للسفر واكتشاف الجمال المدفون.

1. معبد دندرة – روعة المعمار البطلمي في قلب قنا

على بعد حوالي 5 كيلومترات من مدينة قنا، يقع معبد دندرة، أحد أكثر المعابد المصرية حفظًا لحالته الأصلية. شُيّد في عهد البطالمة وكرّس لعبادة الإلهة حتحور، سيدة الحب والموسيقى والجمال.

يتميّز المعبد بسقفه المزخرف برسوم فلكية نادرة، بينها تمثيل بارز لبرج البروج الذي يعتبر فريدًا من نوعه في المعمار المصري. ويضم المعبد سردابًا يُعتقد أنه كان يُستخدم في طقوس سرية، بالإضافة إلى معبد فرعي مخصص للإلهة إيزيس.
دندرة ليس مجرد موقع أثري، بل تجربة بصرية وروحية ثرية تأخذك في رحلة داخل عقيدة المصري القديم، وجماليات المعمار الذي لا يزال يحتفظ بكثير من تفاصيله الأصلية.

2. تل العمارنة – المدينة الثورية لإخناتون في المنيا

تل العمارنة ليست فقط بقايا أطلال، بل نموذج نادر لمدينة متكاملة صممت من الصفر وفق فلسفة دينية وسياسية جديدة.أسسها الملك أخناتون في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ليجعلها عاصمة جديدة لدولته ومركزًا لعبادة الإله الواحد “آتون”. تختلف العمارنة في تخطيطها ومعمارها عن سائر المدن الفرعونية، حيث تم تصميمها وفق نسق متناسق يضم القصور الملكية والمعابد والمقابر الملكية والخاصة، بالإضافة إلى بيوت كبار الموظفين والنبلاء.

ما يميز تل العمارنة ليس فقط طابعها الديني الفريد، بل النقوش الجدارية والنصوص التي تقدم تفاصيل غير معتادة عن الحياة اليومية في ذلك العصر، ما يجعلها محطة هامة للدارسين والمغامرين على حد سواء.

3. معبد هيبس – تحفة معمارية وسط صحراء الوادي الجديد

يقع معبد هيبس في مدينة الخارجة بالوادي الجديد، وهو من أقدم المعابد الباقية في الواحات، ويعود إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين (حوالي القرن السادس قبل الميلاد).
المعبد شُيّد لعبادة الإله آمون، ويتميّز بتصميم معماري كلاسيكي مع واجهة ضخمة وأعمدة تحمل نقوشًا دقيقة، وزخارف تمزج بين الفن المصري القديم والتأثيرات الهيلينستية.

تمنحك زيارة معبد هيبس تجربة فريدة تجمع بين هدوء الصحراء وعبق التاريخ، خاصة في ظل قلة الزحام، مما يتيح لك الاستمتاع بالموقع دون تشويش.

4. مقابر البجوات – صفحات من التاريخ القبطي المبكر

داخل واحة الخارجة أيضًا، تقع مقابر البجوات، وهي مجموعة من المقابر المسيحية التي ترجع إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي.
المقابر بُنيت من الطوب اللبن، وتضم رسومًا جدارية فريدة توثق مشاهد من الكتاب المقدس، منها تصوير لموسى وهو يشق البحر، ويوسف مع إخوته، وغيرها من القصص الدينية التي نُفذت بأسلوب فني بدائي لكنه معبر.تُعد هذه المقابر سجلًا بصريًا نادرًا لفهم الحياة الدينية والاجتماعية للمسيحيين الأوائل في مصر، وتمثل أحد أهم المعالم القبطية في الصحراء المصرية.

5. قلعة شالي – حصن الطين والملح في واحة سيوة

في قلب واحة سيوة، ترتفع قلعة شالي، التي بُنيت في القرن الثالث عشر الميلادي من “الكرشيف”، وهو خليط من الطين والملح المتوفر محليًا.رغم تعرض القلعة لأضرار جسيمة بسبب الأمطار والسيول في القرن الماضي، إلا أن بقاياها لا تزال شاهدة على فنون البناء التقليدي وأسلوب المعيشة الصحراوي. وكانت شالي مركز الحياة في الواحة، حيث ضمت مساكن السكان وأسواقهم.

زيارة شالي تمنحك إحساسًا حقيقيًا بالعزلة الجميلة والهدوء الذي لم تعبث به الحداثة، وتُعد مكانًا مثاليًا لهواة التصوير والتأمل.