هل يُجبر الحب المرأة على التنازل عن طموحها؟ استشارية صحة نفسية تجيب

هل يُجبر الحب المرأة على التنازل عن طموحها؟ استشارية صحة نفسية تجيب

في ظل تنامي النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي، تتزايد حالات الجدل حول مطالب بعض الأزواج والخطّاب من شريكاتهم بترك العمل، ما يثير تساؤلات حول حدود التفاهم بين الحب والطموح.
وفي خضم هذه الحوارات المتصاعدة، تتدخل استشارية الصحة النفسية والعلاج السلوكي نجلاء نادر لتحلل الأبعاد النفسية والاجتماعية لهذا الصراع، مؤكدة أن المسألة لا تتعلق باختيار قاسٍ بين الحب والعمل، بل بفهم أعمق لمعاني الثقة والتوازن.

البعد النفسي: ما بين الطموح والخوف

العمل ليس مجرد مصدر دخل بالنسبة للمرأة، بل هو وسيلة لتحقيق الذات، والاستقلالية، والشعور بالإنجاز.
وعندما يُطلب منها التخلي عنه، تشعر وكأن جزءًا من كيانها يُنتزع منها.لكن، في الجهة المقابلة، قد يطلب الرجل ذلك بدافع مشاعر داخلية معقّدة مثل:القلق من البيئة المحيطة بها في العمل.الشعور بعدم الحصول على وقت كافٍ منها.مقارنة نفسه بنجاحها مما يثير شعورًا بالتهديد أو الضعف.وهنا، تؤكد نجلاء نادر أن القضية ليست في “العمل أم العلاقة؟”، بل في الثقة المتبادلة وتحقيق التوازن بين الطموح والحياة الخاصة.

نجلاء نادر

البعد الاجتماعي: سطوة التقاليد وصوت التغيير

رغم التطور الكبير، لا يزال بعض الرجال متأثرين بتقاليد مجتمعية قديمة تضع المرأة في قالب “البيت فقط”.
هذا التصور يمنح البعض شعورًا زائفًا بأن لهم حق التحكم في قرارات شريكاتهم. لكن الواقع تغيّر! المرأة اليوم شريك فعّال في بناء الأسرة والمجتمع. تعمل، تطوّر ذاتها، وتساهم بفعالية، مما يستدعي تغيير النظرة التقليدية والانفتاح على الحوار والتفاهم.

الحل: التفاهم قبل القرار

تقدم نجلاء نادر خطوات عملية لبناء توازن صحي بين الحب والعمل:الحوار الهادئ: لفهم دوافع الشريك الحقيقية، سواء كانت غيرة أو خوفًا أو ضغطًا اجتماعيًا.الاحترام المتبادل: يجب أن يُسمع صوت المرأة أيضًا، وتُحترم طموحاتها وشخصيتها.حلول وسط: تعديل طبيعة أو مواعيد العمل قد يكون كافيًا للتوفيق بين الجانبين دون التخلي عن الطموح.الاستعانة بالمتخصصين: في حال تصاعد الخلاف، يمكن اللجوء إلى استشاري نفسي أو أسري للمساعدة في التفاهم.

<strong alt=التفاهم بين الحب والطموح”>التفاهم بين الحب والطموح”>التفاهم بين الحب والطموح

لا عمل بدون حب، ولا حب بدون دعم

تشدد نجلاء نادر أن المشكلة ليست في الاختيار بين الحب  أو العمل، بل في كيفية بناء علاقة قائمة على الدعم والتفاهم، لا على الإكراه والسيطرة، فعندما يكون الحب حقيقيًا، يصبح كل طرف داعمًا للآخر في طريق النجاح، ويغيب الصراع لتحل محله الشراكة.