من لها أحقية الجلوس في الكرسي الأمامي للسيارة «الأم أم الزوجة»؟ علم النفس يجيب

تتكرر على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد وسجالات حول من تستحق الجلوس في الكرسي الأمامي بجانب الزوج أو الابن “الأم أم الزوجة”؟ وتتحوّل هذه التفاصيل البسيطة إلى ساحة جدال مشتعلة، تعكس صراعًا أعمق بين العادات، والتقاليد، والتغيرات الاجتماعية التي نعيشها.طرحت نجلاء نادر استشاري الصحة النفسية والمعالج السلوكي سؤال هام حول، الكرسي الأمامي مجرد مقعد أم رمز للمكانة؟أوضحت نجلاء نادر أنه في مجتمعاتنا العربية، وخاصة في مصر، يرتبط الكرسي الأمامي بالاحترام والتقدير. جلوس شخص ما بجوار السائق لا يُعد فقط مسألة راحة، بل كثيرًا ما يُنظر إليه كمؤشر على مكانته في قلب صاحب السيارة. من هنا يبدأ الخلاف: الزوجة ترى أنه من باب الحب والمودة أن تجلس بجوار زوجها، بينما ترى الأم أنها الأسبق بمكانتها وعمرها وتضحياتها.
هل الأعراف والتقاليد.. منبع الخلاف؟
نشأنا في مجتمعات تضع الأم في مكانة عالية وهي بحق تستحق ذلك وتُربي الأبناء على توقيرها وطاعتها. وفي نفس الوقت، حين يتزوج الرجل، يصبح من واجبه احتواء زوجته، ومراعاة مشاعرها، وبناء علاقة قائمة على الاحترام والمودة، لكن المشكلة تبدأ حين تصطدم هذه القيم ببعضها البعض، فيغيب التوازن، ويتحوّل التقدير إلى مقارنة، والاهتمام إلى منافسة.
الثقافة والنشأة الاجتماعية.. الفارق بين بيت وبيت
بعض البيوت تربي أبناءها على أن “الزوجة أولى”، باعتبارها شريكة الحياة التي يجب أن تُشعر بالأمان والخصوصية. وبيوت أخرى ترى أن “الأم أولى”، لأنها الأصل والبر بها مقدم على كل شيء. فالأمر لا يخضع لقانون ثابت، بل يتشكّل حسب الخلفية الأسرية والثقافية.
الحل في “الحكمة” وليس في “الأحقية”
السؤال الحقيقي ليس “من أحق؟”، بل “كيف نجعل الجميع يشعر بالاحترام؟”. في أحيان كثيرة، يمكن للزوجة أن تبادر بترك المقعد للأم بدافع الحب، لا التنازل. ويمكن للأم أن تفضل الجلوس بالخلف تقديرًا للزوجين ومساحتهما الخاصة.
المعادلة المثالية تقوم على:
تفهم الزوج لدوره كجسر تواصل، لا طرف في الصراع.وعي الزوجة أن إكرام الأم لا يعني إهانتها.حكمة الأم في عدم الدخول في منافسة مع الزوجة، بل احتوائها كابنة. وأشارت في ختام حديثها إلى أن الكرسي لا يحدد القيمة بل المحبة الحقيقية لا تُقاس بالمقاعد، بل بالمواقف. قد تجلس الأم في الخلف، لكنها في القلب. وقد تكون الزوجة في الأمام، لكنها في مكانة رفيعة بداخل الأسرة. إذا استطعنا أن نضع الحب قبل العُرف، والتفاهم قبل التنافس، ستحل كل هذه الخلافات من تلقاء نفسها.