شرطي إسرائيلي يضع حداً لحياته.. وارتفاع حالات الانتحار بين جنود الاحتلال والأجهزة الأمنية إلى 22 شخصًا.

شرطي إسرائيلي يضع حداً لحياته.. وارتفاع حالات الانتحار بين جنود الاحتلال والأجهزة الأمنية إلى 22 شخصًا.

أفادت مصادر أمنية إسرائيلية، صباح اليوم الاثنين، بانتحار أحد عناصر الشرطة الإسرائيلية الذي شارك في التصدي لهجوم حركة حماس على مستوطنة “سديروت” في السابع من أكتوبر، في واقعة جديدة تعكس تداعيات نفسية متفاقمة داخل صفوف قوات الأمن الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب.

العثور على جثة الشرطي في منزله

وذكرت منصة “حدشوت لو تسنزورا” العبرية أن الشرطي، الذي يبلغ من العمر 20 عاماً وينحدر من مدينة عسقلان، تم العثور عليه جثة هامدة في منزله بمستوطنة سديروت، الواقعة ضمن ما يُعرف بـ”غلاف غزة”.وفي بيان مقتضب نشرته شرطة عسقلان عبر صفحتها على “فيسبوك”، تم تحديد هوية الشرطي المنتحر باسم إيلاد بسيس، مشيرة إلى أنه كان يخدم في مركز شرطة عسقلان، كما شارك في العمليات الأمنية في مركز شرطة سديروت.

قاتل لتحرير مركز الشرطة من قبضة حماس

وأشارت المصادر العبرية إلى أن إيلاد بسيس شارك بشكل مباشر في المعارك العنيفة التي دارت يوم 7 أكتوبر، عندما اقتحم مقاتلو حركة حماس مستوطنة سديروت، وسيطروا على مقر الشرطة فيها، في واحدة من أبرز محطات الهجوم المفاجئ الذي نفذته الحركة على جنوبي إسرائيل.وأضافت التقارير أن الشرطي الشاب قاتل إلى جانب زملائه لتحرير المقر، لكنه نجا من الهجوم الذي أسفر عن مقتل عدد من عناصر الشرطة، فيما ظل يعاني لاحقًا من اضطرابات نفسية حادة نتيجة ما شاهده وفقده خلال تلك الساعات.

22 حالة انتحار منذ بداية العام

وفق معطيات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، فإن انتحار إيلاد بسيس يرفع عدد المنتحرين من بين صفوف الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية منذ بداية عام 2025 إلى 22 حالة انتحار، وسط تزايد المؤشرات على معاناة شديدة من الصدمات النفسية في أوساط الجنود والضباط، خصوصاً من خاضوا معارك مباشرة أو فقدوا رفاقهم خلال حرب غزة.وتثير هذه الأرقام المتصاعدة قلقاً في الأوساط السياسية والعسكرية، حيث يواجه الجيش الإسرائيلي ضغوطاً هائلة على مدار أشهر الحرب الطويلة، فيما تحذر منظمات حقوقية ومراكز دعم نفسي من تدهور الحالة النفسية لعناصر الأمن دون تدخل علاجي كافٍ.

أزمة نفسية داخلية تتفاقم

تأتي حادثة الانتحار الأخيرة وسط تصاعد الانتقادات داخل إسرائيل بشأن تداعيات حرب غزة على الجنود والمجتمع، لا سيما مع انكشاف عجز بعض المؤسسات عن التعامل مع الانهيارات النفسية التي لحقت بالمشاركين في المعارك.وتُعد قضية الانتحار في صفوف الجيش والشرطة ملفًا حساسًا في إسرائيل، يعكس أبعاداً نفسية وعسكرية تعيشها المؤسسة الأمنية منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، وسط دعوات متزايدة لإجراء مراجعة شاملة للسياسات المتبعة في دعم الجنود بعد الحرب.