هل تقع الزوجة في الإثم إذا رفضت زوجها بسبب معاملته السيئة؟.. إجابة أمين الفتوى

أجاب الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إلى الدار مفاده: “زوجي يرفع صوته عليّ كثيرًا ونفسيتي تتعب، فهل أكون آثمة إذا امتنعت عن إعطائه حقه الشرعي؟”، مؤكدًا أن الشريعة الإسلامية راعت مشاعر الإنسان، ورفعت الحرج عن الزوجة إذا وقع عليها ضرر، سواء كان بدنيًا أو نفسيًا.وقال عبد السلام، خلال حوار مع الإعلامية زينب سعد الدين، ببرنامج “فتاوى الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة: “الضرر المعنوي كافٍ شرعًا ليُرفع به التكليف أو يتأجل؛ وقد قرر فقهاء الأحناف أن المرأة يجوز لها أن تمتنع عن العلاقة الزوجية إذا وقع عليها ضرر، وخصوصًا إذا كان زوجها يسيء إليها بالكلام أو يرهقها نفسيًا”، مؤكدًا أن الزواج ميثاق غليظ لا يُبنى على الإجبار بل على الرحمة والتفاهم.وتابع: “كثير من الناس يسيئون استخدام النصوص الشرعية، ويضغطون على المرأة بحديث «إذا باتت المرأة وزوجها عليها ساخط…»، دون أن ينظروا إلى ما قبل الغضب من أسباب وسوء معاملة”، مشددًا على أن القوامة تكليف لا تشريف، وتقتضي من الزوج رعاية الزوجة لا القسوة عليها.ودعا الشيخ إبراهيم عبد السلام إلى اللجوء إلى الحوار الهادئ أو الاستشارة الأسرية المتخصصة مثل مركز الإرشاد الزواجي بدار الإفتاء، لمعالجة مثل هذه المشكلات بالحكمة، حفاظًا على استقرار الأسرة.وفي وقت سابق أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا مبكرًا على خريطة الفضاء الرقمي، ولعبت دورًا رياديًا في تقديم الفتوى الإلكترونية عبر منصات التواصل الاجتماعي والإنترنت.
مفتي الجمهورية: أصدرنا 1.2 مليون فتوى إلكترونية و60 ألف شفهية
وأوضح مفتى الجمهورية، خلال حواره مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج “يحدث في مصر”، المُذاع عبر شاشة “إم بي سي مصر”، أن من بين إدارات الفتوى في دار الإفتاء، هناك إدارة متخصصة للفتوى الإلكترونية، بالإضافة إلى منصات إلكترونية أخرى تستقبل الأسئلة من الجمهور، فضلًا عن تطبيقات ذكية متخصصة تم تطويرها لتسهيل التواصل الرقمي، في إطار شراكات تكنولوجية تدعم هذا التوجه.وأشار مفتي الجمهورية، إلى وجود منصة إلكترونية ترد على الأسئلة المتعلقة بأمور الدين والدنيا، إلى جانب التعاون القائم مع تطبيق “مصر قرآن كريم” المتاح على الهواتف الذكية، والذي يضم عددًا كبيرًا من الفتاوى وبنكًا للأسئلة المتكررة بإجاباتها، ويُتيح البحث في الموضوعات التي يهم الجمهور الاستفسار عنها.
وأضاف مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء أطلقت أيضًا تطبيق “فتوى برو” ضمن مجموعة من التطبيقات المخصصة لتقديم الفتوى، مؤكدًا أن الفتوى تُقدَّم بعدة صيغ: إلكترونية، مكتوبة، شفهية، ومقروءة، موضحًا أن دار الإفتاء أصدرت مليونًا و200 ألف فتوى من خلال الفتوى الإلكترونية، حيث يتلقى السائل الرد على أسئلته مباشرة، وفي جانب الفتاوى الشفهية، والتي تُقدَّم من خلال الحضور الشخصي إلى مقر دار الإفتاء، بلغ عدد الفتاوى قرابة 60 ألف فتوى سنويًا. وتابع: دار الإفتاء أنشأت وحدة خاصة للمصالحات، تتلقى سنويًا ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف حالة، تتعلق بمنازعات متنوعة، منها ما يخص الميراث، أو أساليب التعامل في الشراكات، أو خلافات أسرية”، مؤكدًا أن أكثر التساؤلات التي ترد إلى دار الإفتاء ترتبط بقضايا الأسرة، وعلى رأسها قضايا الطلاق، مما دفع المؤسسة لتخصيص وحدات متخصصة للتعامل مع هذا النوع من الإشكالات.