“الأرملة السوداء”: من الزوجة المثالية إلى القاتلة التي تثير الجدل في إيران

“الأرملة السوداء”: من الزوجة المثالية إلى القاتلة التي تثير الجدل في إيران

في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في إيران، اهتز الرأي العام المحلي بعد الكشف عن اعتراف سيدة تُدعى كلثوم أكبري بقتل 11 رجلاً من أزواجها، خلال زواجات متكررة دامت أكثر من عقدين، مستخدمةً السموم والأدوية الطبية المخلوطة بمواد قاتلة.وتخضع كلثوم حاليًا للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الثانية التابعة لمحكمة الثورة في مدينة ساري شمال البلاد، حيث تُواجه تهم القتل العمد بعد سلسلة طويلة من الجرائم التي لم تُكتشف إلا مؤخرًا، رغم بدايتها التي تعود إلى عام 2001.

37 زواجًا و11 ضحية.. والعدد قد يكون أكبر

بحسب ما نقلته صحيفة “هفت صبح” الإيرانية، فإن المتهمة البالغة من العمر نحو خمسين عامًا كانت قد دخلت في 18 زواجًا مؤقتًا و19 زواجًا دائمًا، توفي خلالها 11 من أزواجها بطرق وُصفت بالغامضة، في حين أن عدد الضحايا المحتمل قد يتجاوز هذا الرقم.وأوضحت الصحيفة أن كلثوم كانت تتقرب من رجال كبار في السن ومرضى، وتقدّم نفسها كزوجة حنونة ومثالية، قبل أن تبدأ مخطط التسميم التدريجي باستخدام أدوية السكري والمواد الكيميائية، دون أن تثير الشكوك.

التسميم ببطء.. وتكرار النمط لسنوات

تفاصيل الجريمة كانت صادمة: فقد كانت “الأرملة السوداء“، كما أطلق عليها الإعلام الإيراني، تقوم بإذابة أدوية خاصة بمرضى السكري في الطعام أو الشراب، وتزيد الجرعات تدريجيًا حتى تبدأ الأعراض بالظهور، مثل التشنجات والإعياء.ثم تسارع بنقل الزوج إلى المستشفى لمحاولة “إنقاذه”، لكن في الخفاء كانت تعيد تسميمه حتى تفضي حالته إلى الوفاة، دون أن تثير الشك في سبب الموت، لا سيما أن الضحايا كانوا جميعًا يعانون من مشاكل صحية.

اكتشاف متأخر واعتقال في 2023

رغم أن الجرائم بدأت عام 2001، إلا أن التحقيقات لم تبدأ إلا في سبتمبر 2023، بعد وفاة أحد أزواجها في ظروف مشبوهة. وقد دفع بلاغ من أبناء الضحية الأخير الشرطة إلى إعادة فحص سجلها الجنائي، ما قاد إلى اكتشاف سلسلة الوفيات المتكررة لأزواجها، وفتح تحقيق جنائي موسّع.وبحسب التقارير، فإن 45 شخصًا تقدموا بشكاوى ضد كلثوم، من بينهم ورثة الضحايا وأولياء الدم، وهو ما دفع النيابة العامة إلى التحرك الفوري وإحالة الملف إلى المحكمة الجنائية.

قصاص ومطالب بالفحص النفسي

خلال جلسات المحاكمة، طالب محامي الدفاع بإجراء فحص نفسي لموكلته، إلا أن النيابة رفضت الطلب، معتبرة أن الأسلوب الدقيق الذي نُفذت به الجرائم، واختيار الأدوية بعناية، يُثبت أن السلوك “جنائي مدروس” لا يعكس اضطرابًا عقليًا.وقد طالبت عائلات أربعة من الضحايا بتطبيق حكم القصاص، بينما تحاول المتهمة التراجع عن بعض اعترافاتها، إلا أن تسجيلًا مصورًا لتمثيل الجرائم أكد أقوالها أمام المحكمة.

رأي عام غاضب.. وتساؤلات أمنية

القضية أثارت جدلاً واسعًا في إيران، وطرحت تساؤلات حول فعالية الرقابة الجنائية ونظام الطب الشرعي، بعد أن نجحت المتهمة في تنفيذ جرائمها لسنوات دون كشف.ويُنتظر أن تصدر المحكمة حكمها خلال الأسابيع المقبلة، وسط توقعات بحكم شديد يراعي حجم الجرائم وعدد الضحايا.