شيفروليه الكهربائية تسير 1059 كم بشحنة واحدة

في عالمٍ مهووس بالسرعة، جاءت شاحنة شيفروليه سيلفرادو الكهربائية لتُعيد إحياء درس قديم من قصة السلحفاة والأرنب: الهدوء والثبات يفوزان بالسباق. فقد نجحت جنرال موتورز في دفع هذه الشاحنة إلى رقم قياسي عالمي للمسافة المقطوعة بشحنة واحدة، متجاوزة كل التوقعات بهدوء، وببطء شديد.

شيفروليه بأكثر من ضعف المدى المقدر

في تحدٍ هندسي ذكي، تمكنت نسخة Work Truck من سيلفرادو EV من قطع 1059.2 ميلًا (أكثر من 1700 كم) بشحنة واحدة، أي ما يفوق ضعف المدى الرسمي المقدر لها من وكالة حماية البيئة الأمريكية. هذا الإنجاز جعلها تتجاوز الرقم القياسي السابق الذي سجلته سيارة لوسيد إير جراند تورينغ والبالغ 749 ميلًا فقط. 

كيف تحقق هذا الرقم غير المسبوق؟ 

الأمر لم يكن مصادفة. فقد لجأ مهندسو جنرال موتورز إلى:استخدام بطارية بسعة 205 كيلوواط في الساعة.إزالة الإطار الاحتياطي وتقليل الوزن.تركيب غطاء خلفي لتحسين الديناميكا الهوائية.ضبط زوايا المساحات لتقليل مقاومة الهواء.رفع ضغط الإطارات إلى 80 رطل/بوصة مربعة. هذا الإنجاز لم يكن وليد سباق سريع. بل استغرق 7 أيام كاملة من القيادة البطيئة بسرعات تراوحت بين 20 و25 ميلًا في الساعة، دون استخدام المكيف حتى في حرارة الصيف. لقد قرر المهندسون التضحية بالراحة من أجل المدى، وتجنبوا تمامًا التسارع أو الكبح المفاجئ.ورغم أن التجربة لم تكن قريبة من واقع الاستخدام اليومي، فإنها سلطت الضوء على الإمكانات الحقيقية التي قد تصل إليها السيارات الكهربائية عند الالتزام الكامل بأسلوب قيادة اقتصادي.في اختبار أكثر واقعية أجرته جنرال موتورز، قطعت نسخة سيلفرادو RST موديل 2024 مسافة 400 ميل بشحنة واحدة، مع تشغيل نظام التكييف والقيادة بسرعة 75 ميلًا في الساعة. وهذا الرقم يظل مثيرًا للإعجاب، ليضع الشاحنة في المرتبة الثانية بين أطول السيارات الكهربائية مدىً في السوق.أثبتت هذه التجربة أن السرعة ليست دائمًا مفتاح النجاح، لا في السباقات، ولا في السيارات الكهربائية. فقد تحدث تعديلات بسيطة، مثل ضبط ضغط الإطارات أو تهذيب أسلوب القيادة، فرقًا كبيرًا في مدى السيارة وكفاءتها.وبينما قد لا يقود أحد فعليًا شاحنته بهذا البطء في الحياة الواقعية، فإن إنجاز سيلفرادو يعكس رؤية مستقبلية لما يمكن أن تحققه السيارات الكهربائية عندما تتحد الهندسة الذكية مع القيادة الواعية.