تل أبيب تشهد اضطرابات.. تظاهرات كبيرة بعد مقطع رهائن غزة ودعوات لإنهاء النزاع

شهدت مدينة تل أبيب، مساء السبت، احتجاجات حاشدة بمشاركة عشرات الآلاف في “ساحة الرهائن”، وسط المدينة، عقب نشر مقاطع فيديو صادمة أظهرت رهينتين إسرائيليين محتجزين في غزة في حالة صحية متدهورة، ما أثار موجة غضب شعبي ودعوات متصاعدة لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق شامل للإفراج عن الرهائن.الفيديوهات التي بثتها حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” هذا الأسبوع، أظهرت الرهينتين إيفياتار ديفيد وروم براسلافسكي في حالة ضعف شديد، وهو ما وصفته عائلات الرهائن بأنه “مشاهد مروعة” تثبت تدهور أوضاع ذويهم المحتجزين. وقد بدت حالة ديفيد الصحية متدهورة في زنزانة ضيقة، إلى جانب مشاهد لأطفال فلسطينيين يعانون من الجوع، ضمن مادة دعائية تهدف للضغط خلال تعثر محادثات وقف إطلاق النار.

تصاعد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية

في أعقاب انتشار المقاطع، عبّر أهالي الرهائن عن غضبهم من استمرار العمليات العسكرية في غزة، معتبرين أن ذلك يعرّض حياة ذويهم للخطر. وجاء في بيان صادر عن “منتدى عائلات الرهائن والمفقودين”: “نناشد الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية أن ينظروا في أعين أحبائنا – وعيوننا”.كما دعت العائلات إلى إبرام “اتفاق شامل” يضمن عودة جميع الرهائن البالغ عددهم نحو 50، يُعتقد أن 20 منهم على الأقل ما زالوا على قيد الحياة.

الوسيط الأمريكي يتعهد بـ”صفقة شاملة”

المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حضر الاحتجاجات في تل أبيب، بعد زيارته لغزة حيث تفقد مركزًا مثيرًا للجدل لتوزيع المساعدات. وفي لقاء وصف بـ”العاطفي”، اجتمع ويتكوف مع 40 ممثلًا لعائلات الرهائن، مؤكدًا أن خطة بلاده ترتكز على “إنهاء الحرب والإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة”.ونقل المنتدى عن ويتكوف قوله:”الخطة ليست توسيع الحرب، بل إنهاؤها. نعتقد أن المفاوضات يجب أن تتحول إلى (الكل أو لا شيء).”وأضاف أن الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولية ضمان عودة الرهائن أحياء، وستحاسب حماس على أي انتهاكات.

أزمة إنسانية متفاقمة في غزة

في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن إستشهاد 7 أشخاص بسبب سوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية، بينهم طفل، ما يرفع حصيلة ضحايا الجوع إلى 169 منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023. كما إستشهد 39 شخصًا وأصيب أكثر من 800 أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات.من جانبها، حذّرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من اقتراب “أسوأ سيناريو للمجاعة” في القطاع، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية على دخول الغذاء والمساعدات، مما يضع مزيدًا من الضغوط الدولية على تل أبيب.

تساؤلات مؤلمة ونداءات دولية

في بيان مؤثر، تساءلت عائلة براسلافسكي: “الجميع يتحدث عن الجوع في غزة، لكن هل رأيتم روم؟ إنه لا يتلقى طعامًا أو دواءً. لقد نُسي هناك ببساطة.”وطالبت العائلة بمساعدة عاجلة، موجهة نداءً مباشرًا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: “أعد ابننا إلى الوطن.”ومع استمرار المأساة، تتجه الأنظار نحو نتائج الأيام المقبلة، التي قد تحدد مصير عشرات الأرواح العالقة بين نار الحرب ومراوغات السياسة.