بعد انقطاع الدعم المالي.. الإذاعة العامة الأمريكية قد تواجه الإغلاق

أعلنت هيئة الإذاعة العامة الأميركية، (CPB)، أنها ستبدأ إجراءات الإغلاق، بعد أن قرر الكونغرس إيقاف التمويل الفيدرالي المخصص لها.
هيئة الإذاعة العامة الأمريكية تتجه نحو الإغلاق
ولعبت الهيئة دورًا محوريًا طوال ما يقرب من ستين عامًا، في إنتاج محتوى تثقيفي وثقافي عالي الجودة، كما ساهمت في دعم برامج الطوارئ العامة. ويعني قرار الإغلاق هذا، نهاية مؤسسة أثّرت في تشكيل الوعي الأميركي عبر أجيال متعاقبة.
هيئة الإذاعة العامة الأمريكية تتجه نحو الإغلاق
ويُعزى هذا التراجع الكبير إلى المواقف السياسية التي اتخذها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه الإعلام العام، حيث اتهمه أكثر من مرة بأنه ينشر توجهات فكرية وثقافية لا تتماشى مع السياسات التي يرى أنها تمثل الولايات المتحدة.
غلق هيئة الإذاعة العامة الأمريكية
ويتوقع أن يحدث هذا القرار تأثيرًا كبيرًا على المشهد الإعلامي المحلي، خاصة في المدن الصغيرة والمجتمعات الريفية التي تعتمد بشكل أساسي على البث العام كمصدر رئيسي للمعلومة والمعرفة والترفيه.وكانت الهيئة تساهم في تمويل أهم شبكات البث العام في البلاد مثل محطة التلفزيون PBS، وإذاعة NPR، اللتين تُعدان من أبرز الأصوات الإعلامية في الولايات المتحدة.كما أن (CPB) كانت الجهة الراعية لعدد من البرامج الأيقونية التي تركت بصمة لا تنسى في الذاكرة الجماعية الأميركية، من بينها برامج الأطفال الشهيرة مثل “شارع سمسم” و”حي السيد روجرز”، بالإضافة إلى أعمال المخرج الوثائقي كين بيرنز.
عملية التفكيك المنظم
وقد أشارت الهيئة في بيان رسمي، إلى أن عملية الإغلاق ستتم من خلال ما وصفته بـ”تفكيك منظم”، بعد مضي 58 عامًا على تأسيسها بموجب قانون وقعه الرئيس الراحل ليندون جونسون عام 1967.وأوضحت المؤسسة أن قرار الإغلاق جاء بعد مصادقة لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ على موازنة جديدة لا تتضمن أي تمويل للهيئة، وهو ما لم يحدث منذ أكثر من نصف قرن.وبالرغم من آمال الهيئة في أن يعيد الكونغرس النظر في إعادة تمويلها ضمن الميزانية الجديدة، إلا أن تلك التطلعات لم تتحقق، لتُكتب بذلك نهاية مؤسسة ظلت لعقود تُشكّل صوتًا عامًا مستقلًا يخاطب العقول والقلوب في آن واحد.