مشهد غريب: احتجاج في تل أبيب ضد مصر للمطالبة بفتح المعابر المغلقة من قبل إسرائيل

من أكتر المشاهد العبثية في التاريخ السياسي، أن تري مظاهرات أمام السفارة المصرية في تل أبيب، لمطالبة الدولة المصرية التي تضغط لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بفتح المعبر الذي يغلقه الاحتلال الإسرائيلي من الجانب الفلسطيني المحتل، مشهد لم يمكن وصفه.المظاهرات نظمها ما يعرف بـ«الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني» ـ أحد أفرع جماعة الإخوان الإرهابية ـ للمطالبة بفتح معبر رفح، ووقف العدوان على قطاع غزة، والتي قُبلت بحملة ادانات من الداخل الفلسطيني، ووصفها الكثيرين بالـ«المسيئة للدور المصري»، واعتبرها البعض «نكران جميل» لدور القاهرة في رفع المعاناة عن أهالي القطاع، ومنفصلة عن الواقع الحقيقي.
طالب المتظاهرين بإعادة فتح معبر رفح، ومنددين ـ على حد وصفهم ـ بدور مصر في الحصار المستمر على قطاع غزة، وشارك بالمظاهرة «نشطاء يهود»، بدعوة من «اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني»، الأمر الذي يثير الدهشة حول سماح تل أبيب لـ«الحركة الإسلامية فرع رائد صلاح ـ المحظورةـ» بالتظاهر أمام السفارة المصرية.
علم إسرائيل بدل من الفلسطيني أمام السفارة المصرية
ولم يرفع المتظاهرون العلم الفلسطيني بل رفعوا العلم الإسرائيلي خلال التظاهرة التي تم تنظيمها احتجاجًا على ما وصفوه بـ«الحصار المصري على غزة»، وتجاهل الداعين للتظاهر السفارات الإسرائيلية والأمريكية ومكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يقود العدوان الإسرائيلي على غزة، بالإضافة لعدم تنظيم أي تظاهرات أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية أو الكنيست الإسرائيلي، وهو ما يؤكد التضليل الذي يمارسه الداعمين للتظاهر عن السبب الحقيقي في محاصرة غزة والعدوان عليها، وكانت اللافتات بالكامل تطالب بإنقاذ أطفال غزة من الجوع والعطش، ولم تحمل أي مطالب بوقف إطلاق النار أو التوقف عن قتل الفلسطينيين في القطاع بشكل يومي بالرصاص الإسرائيلي.
الاعلام العبري يحتفي بالمتظاهرين ضد مصر
واحتفى الإعلام العبري بالتظاهرة، مؤكدين أنها جرت من أجل الضغط على مصر لفتح معبر رفح، علمًا بأن إسرائيل تضغط على مصر بشدة منذ اندلاع الحرب من أجل فتح المعبر بالكامل للسماح بتهجير الفلسطينيين إلى مصر بشتى الطرق عن طريق معبر رفح وتوطينهم في سيناء، وليس فتح المعبر لعبور شاحنات المساعدات الإنسانية، وهو الأمر الذي ترفضه مصر بشكل كامل للحفاظ على القضية الفلسطينية وهوية قطاع غزة.
موقف مصر ثابت اتجاه القضية الفلسطينية
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي مرارًا أنه لن يسمح بتفريغ قطاع غزة من سكانه، لأن هذا يعني تفريغ القضية الفلسطينية من جوهرها وانهيار حلم الدولة الفلسطينية، ورغم كل ذلك التشوية المتعمد ضد مصر اسقطت القاهرة أمس أطنان من المساعدات جوًا على قطاع غزة، بسبب التعنت الإسرائيلي في إدخال المساعدات عبر المعابر البرية، وتعرضها للنهب والسرقة من قبل العصابات.


