محمد صلاح وفان دايك: صداقة قيمة رسمت طريق ليفربول نحو النجاح

منذ أن اجتمع محمد صلاح وفيرجيل فان دايك في صفوف ليفربول تشكلت بينهما علاقة استثنائية، لم تقتصر فقط على الانسجام داخل الملعب، بل امتدت إلى صداقة وثقة متبادلة خارج خطوط التماس، ساهمت في بناء أحد أقوى الفرق في أوروبا خلال العقد الأخير.ومع انطلاق موسم 2025–2026، يدخل النجمان موسمهما التاسع سويًا بقميص “الريدز”، حيث يواصلان حمل الخبرة والقيادة في غرفة الملابس، في وقت يعيش فيه ليفربول مرحلة انتقالية تحت قيادة المدرب الجديد آرني سلوت.
البداية.. التقاء النجوم في أنفيلد (2018)
وصل محمد صلاح إلى ليفربول في صيف 2017 قادمًا من روما، في حين التحق فان دايك بالفريق في يناير 2018 في صفقة قياسية قادمة من ساوثهامبتون. ومنذ اللحظة الأولى بينهما، شعر اللاعبان بقوة المشروع وظهرا كقادة طبيعيين في طرفي الملعب صلاح في الهجوم وفان دايك في الدفاع.ورغم اختلاف المراكز، سرعان ما ظهرت بينهما كيمياء واضحة داخل الفريق، فكانا يمثلان حلقتين حاسمتين في منظومة ليفربول التي صعدت إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم ذاته.
ذروة المجد.. شراكة «صلاح وفان دايك» تتوج بالألقاب (2019–2020)
بلغت علاقة الثنائي ذروتها خلال موسمي 2018–2019 و2019–2020، حيث شكلا مع زملائهم نواة الفريق الذي حصد دوري أبطال أوروبا، السوبر الأوروبي، كأس العالم للأندية، والدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب 30 عامًا.وكان فان دايك صمام الأمان في الخلف، وصاحب التمريرات الطويلة الدقيقة التي كثيرًا ما وصلت إلى صلاح في المساحات، بينما كان صلاح مصدر الخطر الدائم في الثلث الأخير، مستفيد من التوازن الدفاعي الذي يفرضه الهولندي في الخلف.وعندما تعرض فان دايك لإصابة الرباط الصليبي في موسم 2020–2021، كان محمد صلاح من أوائل من عبر عن دعمه العلني له، وظهر تأثير غيابه جليًا على الفريق.

ولاحقًا، رد فان دايك الجميل بعد عودة صلاح القوية عقب نهائي دوري أبطال إفريقيا 2022، مؤكدًا في أكثر من مناسبة أنه “فخور بما يقدمه مو، داخل وخارج الملعب”.وأصبحا صلاح وفان دايك من قادة ليفربول الأربعة، لكن بأسلوبين مختلفين، النجم الهولندي يتمتع بشخصية صارمة ومباشرة في غرفة الملابس، بينما يعرف الفرعون المصري بقيادته الهادئة والتشجيعية، لا سيما للاعبين الشباب.

الموسم التاسع.. استمرار شراكة محمد صلاح وفان دايك
وفي موسم 2025–2026، يخوض الثنائي عامهما التاسع سويًا، في وقت يشهد فيه ليفربول تغيرات كبيرة على مستوى الإدارة الفنية واللاعبين وتبقى علاقة صلاح وفان دايك ركيزة استقرار للفريق، حيث يعتمد عليهما كقيادات ميدانية داخل مشروع آرني سلوت.

قد لا يسجل التاريخ عدد التمريرات المتبادلة بين محمد صلاح وفيرجيل فان دايك، لكنه سيتوقف عند القيمة التي شكلها وجودهما سويًا. تسع سنوات من التعاون، والولاء، والدعم، قادت ليفربول إلى أمجاد كانت بعيدة المنال، وجعلت من علاقة محمد صلاح وفان دايك واحدة من أقوى الثنائيات “غير الهجومية” في تاريخ النادي.