لطفي لبيب.. وداع هادئ لبطل من أبطال حرب أكتوبر

غيب الموت اليوم الفنان الكبير لطفي لبيب، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد رحلة طويلة مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا ومواقف وطنية مشرفة، جعلته واحدًا من رموز الفن والبطولة في مصر.
من هو لطفي لبيب؟
ولد لطفي لبيب في 18 أغسطس 1947 بمحافظة بني سويف، وتخرّج في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية. ورغم تخرجه عام 1970، لم يبدأ مشواره الفني إلا بعد عشر سنوات، بسبب خدمته العسكرية التي استمرت ست سنوات، وسفره للعمل بالخارج لأربع سنوات أخرى.
بداية متأخرة.. ولكنها قوية
دخل لطفي لبيب الساحة الفنية عام 1981 من خلال مسرحية “المغنية الصلعاء”، ثم شارك في مسرحية “الرهائن”، لتبدأ بعدها رحلته في عالم الفن، التي تميزت بأداء صادق وعفوي جعله محبوبًا لدى الجماهير من مختلف الأعمار.
بصمته الذهبية في السينما والتلفزيون
رغم أن أغلب أدواره كانت مساندة، إلا أن لطفي لبيب ترك أثرًا واضحًا في معظم أعماله، خاصة خلال الفترة من 2000 إلى 2010، وكان فيلم “السفارة في العمارة” مع عادل إمام هو نقطة التحول الأبرز في مشواره، حيث حقق له شهرة واسعة وأعاد تقديمه للجمهور بأسلوب جديد.
لطفي لبيب.. الجندي والفنان
لم يكن لطفي لبيب مجرد ممثل، بل كان أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، حيث خدم في “الكتيبة 26 مشاة” التي عبرت قناة السويس يوم السادس من أكتوبر 1973. وألّف كتابًا بعنوان “الكتيبة 26” يحكي فيه عن تجربته العسكرية وتفاصيل المعركة، التي شارك فيها بكل فخر وشجاعة.

مواقفه الوطنية
من أبرز مواقفه المشرفة، رفضه دعوة من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة لتكريمه بعد تجسيده لدور السفير الإسرائيلي في فيلم “السفارة في العمارة”، مؤكدًا أنه يرفض التطبيع ويتمسك بدعمه الدائم للقضية الفلسطينية.
ذكرياته مع النصر والشهداء
في لقاءاته الإعلامية، لم يكن الفنان الراحل يخفي تأثره العميق بزملائه الذين استشهدوا على الجبهة، وكان يذكرهم دائمًا بأسمائهم وبمواقف بطولية عاشها معهم. وكان دائمًا يؤكد فخره بكونه جزءًا من الجيش المصري الذي شارك في تحرير الأرض واستعادة الكرامة.

وداعًا لطفي لبيب.. الوجه الطيب والوطني المخلص
برحيله، خسر الوسط الفني المصري والعربي فنانًا وإنسانًا من الطراز الرفيع، جمع بين الصدق الفني والمواقف الوطنية. ستبقى أعماله خالدة في وجدان الجمهور، وستظل سيرته منارة لكل من يسير على درب الفن الحقيقي والمبادئ الراسخة.