قافلة إغاثة جديدة تصل إلى السويداء في ظل تحذيرات من حدوث أزمة إنسانية

قافلة إغاثة جديدة تصل إلى السويداء في ظل تحذيرات من حدوث أزمة إنسانية

دخلت قافلة مساعدات إنسانية جديدة، يوم الاثنين، إلى محافظة السويداء جنوب سوريا، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من منظمات أممية ومحلية بشأن الوضع الإنساني المتدهور في المحافظة، عقب أسابيع من أعمال العنف الدامية التي خلّفت مئات القتلى وآلاف النازحين.وأفاد الإعلام الرسمي السوري أن القافلة، وهي الثالثة من نوعها خلال الشهر الجاري، وصلت إلى المحافظة عبر شاحنات تابعة للهلال الأحمر السوري، حاملة مواد غذائية وطبية. وبثّ التلفزيون السوري لقطات تظهر عبور الشاحنات إلى داخل المحافظة.

200 طن دقيق ومواد إيواء وغذاء

وبحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”، تتألف القافلة من 27 شاحنة محمّلة بـ200 طن من الطحين، و2000 سلة إيواء، و1000 سلة غذائية، بالإضافة إلى مواد طبية وغذائية أخرى، وذلك ضمن تعاون بين المنظمات الدولية والحكومة السورية والمجتمع المحلي.وتأتي هذه المساعدات في ظل أوضاع معيشية بالغة الصعوبة تعاني منها السويداء، خصوصًا بعد الاشتباكات العنيفة التي اندلعت منتصف يوليو بين مسلحين من البدو ومقاتلين دروز، وتوسعت لاحقًا مع تدخل القوات الحكومية ومسلحي العشائر، ما أدى إلى تصاعد حدة المواجهات.ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، أسفرت الاشتباكات عن مقتل أكثر من 1400 شخص، معظمهم من أبناء الطائفة الدرزية، قبل التوصل إلى وقف إطلاق نار لا يزال صامدًا إلى حد كبير، رغم تسجيل خروقات متفرقة.

نزوح جماعي وندرة في الغذاء والدواء

تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الإثنين، وصف الوضع في السويداء بأنه “حرج”، مشيرًا إلى استمرار حالة عدم الاستقرار، والأعمال العدائية المتقطعة، وصعوبة وصول المساعدات نتيجة الحواجز الأمنية وانعدام الأمان.وأكد التقرير أن نحو 176 ألف شخص نزحوا من منازلهم نتيجة المعارك، وأن المحافظة تعاني من انقطاع الكهرباء والماء، إضافة إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والمحروقات.وأشار شهود عيان إلى أن المواطنين يصطفون في طوابير طويلة أمام الأفران للحصول على الخبز، في ظل ارتفاع كبير في الأسعار وصعوبة النقل.

تظاهرات ونداءات استغاثة

في غضون ذلك، شهدت مناطق عدة في المحافظة، الاثنين، تظاهرات احتجاجية على تردي الأوضاع المعيشية والإنسانية. وقالت منصة “السويداء 24” المحلية إن 36 قرية في المحافظة تضررت كليًا أو جزئيًا، وإن المساعدات الحالية لا تلبي سوى جزء بسيط من الاحتياجات الفعلية.وأكدت المنصة أن “الاحتياجات الإنسانية فائقة”، وأن المحافظة بحاجة إلى “جهود إغاثية عاجلة ومستمرة” تفوق بكثير ما دخل حتى الآن من قوافل.