جاستن توماس: تعليقات ترامب بشأن غزة “غير منطقية”.. والحل بيد إسرائيل وحماس

وصف جاستن توماس، مدير مركز السياسة الخارجية، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب في غزة بأنها «سخيفة للغاية»، محذرًا من أنها تمثل انحرافًا خطيرًا في المسار السياسي الأمريكي تجاه الشرق الأوسط.وفي مداخلة له مع الإعلامية مارينا المصري في برنامج «مطروح للنقاش» على قناة «القاهرة الإخبارية»، شدد توماس على أن الموقف الترامبي لا يساهم في تخفيف المعاناة، بل يدفع نحو مزيد من التصعيد والتأزيم.
تصريحات ترامب.. «ضوء أخضر» للتصعيد
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت تصريحات ترامب قد تُفسر كـ”ضوء أخضر” لإسرائيل لمواصلة عمليتها العسكرية في قطاع غزة، قال توماس: “رأينا خلال الأسابيع الماضية محاولات واضحة من ترامب لدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نحو مزيد من التصعيد، عبر تبني خطاب متشدد تجاه الفلسطينيين، وهو ما يتناقض مع الجهود الدبلوماسية القائمة”.وأشار إلى أن مواقف ترامب الأخيرة تعكس نهجًا “انعزالياً وعدائياً”، محذرًا من أن استمرار هذا التوجه “سيقوّض أي فرصة للتسوية أو خفض التصعيد”، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.
موقف أوروبي مغاير.. ودور مصري قطري فاعل
وبالمقابل، نوه الخبير الأمريكي بالمواقف الأوروبية التي وصفها بـ”الإيجابية”، خصوصًا إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بالدولة الفلسطينية. واعتبر ذلك تطورًا مهمًا في اتجاه دعم الحل السياسي، مقارنة بما وصفه بـ”الجمود الأمريكي”.كما أثنى على الدور الذي تلعبه مصر وقطر في الوساطة، مؤكدًا أن “الوفدان المصري والقطري يبذلان جهودًا كبيرة لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة، والعمل على إنجاح المسار التفاوضي رغم التحديات”.
الحل بيد تل أبيب وحماس
وفيما يخص انسحاب المبعوث الأمريكي ديفيد ساترفيلد من مفاوضات التهدئة، قال توماس إن ذلك لا يصب في مصلحة الجهود الإنسانية، ويعكس تراجعاً في التزام واشنطن تجاه الأزمة.وأضاف: “الحل الحقيقي لا يكمن في تصريحات ترامب أو أي جهة خارجية، بل في إرادة القيادات على الأرض – سواء في تل أبيب أو داخل حركة حماس – فهما الطرفان المعنيان أولاً وأخيرًا بوقف الكارثة”.
دعوة إلى شجاعة سياسية
وختم توماس حديثه بتأكيد أن وقف الحرب في غزة يتطلب شجاعة سياسية حقيقية من الطرفين، مشيرًا إلى أن تحميل المسؤولية الكاملة للخارج ليس سوى هروب من الواقع، فالمبادرة يجب أن تبدأ من الداخل.