جراح بريطاني: جنود إسرائيل يخوضون “تدريبًا قتاليًا” ضد سكان غزة

قال الجراح البريطاني البارز نيك ماينارد، الذي تطوع ضمن طاقم طبي في “مجمع ناصر الطبي” بمدينة خان يونس، إن جنود جيش الإحتلال الإسرائيلي يتعاملون مع سكان غزة وكأنهم أهداف في “لعبة رماية”، في واحدة من أكثر الشهادات الصادمة التي خرجت من قطاع غزة مؤخرًا.وخلال مقابلة متلفزة بثتها شبكة سكاي نيوز البريطانية، وصف ماينارد مشاهد مروعة للإصابات التي عاينها بنفسه أثناء عمله في المستشفى جنوب القطاع، مؤكدًا أن “العديد من الجرحى كانوا شبابًا ومراهقين، تعرضوا لإطلاق نار مباشر من مسافات قريبة أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية”.
“إسرائيل تمنعنا من إدخال حليب الأطفال إلى غزة”
في شهادة حية عبر البرنامج التلفزيوني الأشهر في بريطانيا، الطبيب البريطاني نك ماينارد يؤكد بأن الجيش الإسرائيلي “يصادر حليب الأطفال بشكل خاص من الأطباء عند معابر التفتيش لدخول غزة”، في عمل مشين يصف مدى وحشية الاحتلال الذي يتعمد تجويع… pic.twitter.com/tng9YsjL7p— AUK العرب في بريطانيا (@AlARABINUK) July 25, 2025
رصاص موجه للأطفال والمحتاجين
وقال ماينارد إن بعض الإصابات التي تعامل معها لا يمكن تفسيرها إلا على أنها نتيجة إطلاق نار مقصود ومباشر، وأضاف: “كان الأمر يبدو كما لو أن الجنود يتدربون على التصويب.. كانت إصابات مروعة ودقيقة في مناطق قاتلة من الجسد”.وأشار إلى أن الفوضى والدمار في المستشفى لا تشبه أي حالة طبية مرت عليه في حياته، موضحًا: “لم تكن مجرد حرب، بل استهداف مباشر للمدنيين، خاصةً أولئك الذين يقفون في طوابير للحصول على الغذاء والماء”.
مجاعة خانقة ومصادرة حليب الأطفال
إلى جانب الإصابات، تحدث ماينارد عن الكارثة الإنسانية والمجاعة التي يعاني منها السكان، خصوصًا الأطفال. وكشف عن عراقيل متعمدة تواجه الفرق الطبية، خاصة عند محاولتهم إدخال المساعدات الإنسانية إلى المستشفيات.وقال: “عند المرور عبر الحواجز الإسرائيلية، يتم تفتيشنا بدقة، ولا يُسمح لنا بإدخال أي مواد طبية أو غذائية، حتى عبوات حليب الأطفال تتم مصادرتها من الأطباء”، مضيفًا: “إذا كان في جيبك حليب أطفال، تتم مصادرته فورًا”.
انهيار النظام الصحي.. والأطفال يدفعون الثمن
تأتي شهادة الجراح البريطاني في وقت حرج، وسط تقارير متزايدة عن انهيار شبه كامل للنظام الصحي في غزة، وتفاقم حاد في سوء التغذية بين الأطفال، الذين يُعدّون الحلقة الأضعف في سلسلة الأزمة.وتعزز هذه الشهادة المطالبات الدولية بالتحقيق في الانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب بحق المدنيين، في وقت تستمر فيه القيود الإسرائيلية على المساعدات، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية شاملة.