فلسطين: تقاعس المجتمع الدولي عن مواجهة مجاعة غزة “فضيحة لا تُغتفر”

اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بالعجز الأخلاقي والإنساني في التعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، معتبرة أن هذا العجز “غير مشرف” ويشكل “فضيحة إنسانية مستمرة”.جاء ذلك في بيان صحفي أصدرته الوزارة يوم السبت، أكدت فيه أن المجاعة التي بدأت ملامحها تتجلى بشكل مرعب خاصة في جنوب القطاع، تجاوزت كل التوقعات، مشيرة إلى أن أكثر من مليون فلسطيني باتوا مهددين بالموت جوعًا في ظل غياب الحد الأدنى من مقومات الحياة.
ردود دولية “باهتة” لا ترتقي لحجم الجريمة
وأعربت الوزارة عن استغرابها الشديد من ردود الفعل الدولية الضعيفة إزاء ما وصفتها بـ”الجرائم اليومية” التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الهجمات على مراكز توزيع المساعدات، ومنع دخول شحنات الحليب ومواد الإغاثة الأساسية، وهو ما تم توثيقه عبر شهود عيان ومنظمات محلية ودولية على حد سواء.وأكد البيان أن هذه الردود لا ترقى إلى مستوى الانتهاكات الجسيمة، وتُظهر تناقضًا واضحًا بين الخطاب السياسي الدولي وممارساته الفعلية على الأرض، متهمًا بعض الدول الكبرى بالصمت المتواطئ مع استمرار الحصار والتجويع.
دعوة لفصل العمل الإنساني عن التجاذبات السياسية
ودعت الخارجية الفلسطينية إلى فصل الجانب الإنساني عن أي اعتبارات سياسية، مشددة على ضرورة ضمان الحق في الغذاء، والماء، والمسكن لكل فلسطيني باعتبارها حقوقًا أساسية لا تقبل المساومة.كما حثّت المجتمع الدولي على تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، عبر البر والبحر والجو، محذّرة من كارثة وشيكة قد تودي بحياة آلاف الأطفال والمرضى إذا لم يتم التحرك فورًا.
وقف العدوان.. مفتاح إنقاذ غزة
واختتمت الخارجية بيانها بالتأكيد أن الطريق الأقصر والأكثر أمانًا نحو وقف هذه الكارثة هو الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، ورفع الحصار عن القطاع، وفتح جميع المعابر الإنسانية دون تأخير أو شروط.أكّدت الوزارة أن العالم اليوم مدعو إلى صحوة ضمير حقيقية تتجاوز البيانات الشكلية، لتقديم دعم عاجل وفعّال ينقذ حياة أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، الذين يواجهون خطر الموت الجماعي بسبب المجاعة والحصار والعدوان المتواصل، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لإنهاء هذه المأساة الإنسانية.