الهدنة في غزة تُشعل غضب وزراء اليمين المتطرف تجاه نتنياهو

الهدنة في غزة تُشعل غضب وزراء اليمين المتطرف تجاه نتنياهو

أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدء هدنة إنسانية مؤقتة في قطاع غزة، صباح الأحد، موجة غضب عارمة داخل معسكر اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما من الوزيرين المتشددين إيتامار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين أعربا عن رفضهما الشديد لقرار الهدنة، واتهما نتنياهو بـ”الاستسلام” لحركة حماس.

مشاورات أمنية “سرية” تغضب بن جفير

بحسب تقرير للقناة 12 العبرية، فإن نتنياهو لم يُبلغ بن جفير وسموتريتش مسبقاً بقرار الهدنة، واتخذ القرار بالتنسيق مع وزيري الدفاع والخارجية وقادة الجيش، ما أثار استياء الوزيريْن المتشددين.
وقال بن غفير في منشور غاضب على منصة “إكس”:
“في ليلة السبت أبلغني مسؤول بمكتب رئيس الوزراء أن مشاورة أمنية عُقدت بدوني… وتم خلالها اتخاذ قرار زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة”، معتبرًا أن ذلك يُعد خضوعاً لحملات دعائية كاذبة تُعرض الجنود الإسرائيليين للخطر.

سموتريتش: “حان وقت النصر”

من جهته، وجّه بتسلئيل سموتريتش رسالة مباشرة لنتنياهو قال فيها: “انتهت مراسم التفاوض المُذلة مع الإرهابيين. يا سيادة رئيس الوزراء، حان وقت النصر!”
وطالب باحتلال كامل للقطاع ووقف دخول أي مساعدات، متهمًا نتنياهو بإضاعة فرصة لتحقيق “الانتصار الكامل”.

ضغوط خارجية وراء القرار

في المقابل، أفادت مصادر عبرية بأن إعلان الهدنة جاء نتيجة ضغوط شديدة مارستها دول غربية على الحكومة الإسرائيلية، في ظل التدهور الحاد للأوضاع الإنسانية في غزة.
ويأتي القرار بعد مرور 660 يوماً على الحرب، ووسط تحذيرات أممية من مجاعة واسعة النطاق داخل القطاع، لا سيما في المناطق الشمالية والمراكز المكتظة بالسكان.

غضب أمريكي وتحذير من كارثة

وعلى الصعيد الدولي، أصدر أعضاء في الكونغرس الأميركي بياناً مشتركاً عبّروا فيه عن قلقهم من فوضى توزيع المساعدات في غزة، مشيرين إلى أن أكثر من 700 شخص لقوا حتفهم بسبب تأخر أو عرقلة المساعدات الإنسانية.
وأوضح البيان أن 75% من سكان غزة يعانون من جوع كارثي، محملين إسرائيل جزءاً من المسؤولية عن تدهور الوضع الإنساني، ومطالبين إدارة ترامب بالضغط على نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية

يعكس هذا التوتر تعمّق الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن كيفية إدارة الحرب على غزة، بين من يدفع باتجاه استمرار التصعيد حتى “القضاء على حماس”، ومن يرى أن الضغوط الدولية والكارثة الإنسانية تستوجب تحركًا عاجلاً لتخفيف الأزمة.
ويبقى مستقبل الهدنة مرهونًا بالتوازن بين هذه الضغوط الداخلية والخارجية، وسط مؤشرات على هشاشة القرار في ظل استمرار الخلافات داخل الائتلاف الحاكم.