تحت قيادة “حميدتي”، التحالف التأسيسي في السودان يُشكّل حكومة انتقالية ويختار التعايشي كPrime Minister.

تحت قيادة “حميدتي”، التحالف التأسيسي في السودان يُشكّل حكومة انتقالية ويختار التعايشي كPrime Minister.

أعلن تحالف السودان التأسيسي، يوم السبت، تشكيل مجلس رئاسي لحكومة السلام الانتقالية، برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وذلك خلال اجتماع انعقد في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، في خطوة من شأنها أن تفتح مرحلة جديدة في الصراع السياسي والعسكري الذي يعصف بالبلاد.

التعايشي رئيساً للوزراء

وخلال الاجتماع، قرر التحالف اختيار محمد حسن التعايشي رئيسًا للوزراء في الحكومة الانتقالية، وهو سياسي سوداني معروف سبق له أن شغل عضوية مجلس السيادة الانتقالي السابق ومثّل الجناح المدني في مفاوضات جوبا للسلام.
ويُنظر إلى تعيين التعايشي على أنه محاولة لكسب دعم أطراف مدنية ومكونات سياسية سابقة داخل الحراك الانتقالي في السودان.

15 عضواً في المجلس الرئاسي

وقال الناطق الرسمي باسم تحالف السودان التأسيسي، علاء الدين عوض نقد، إن الهيئة القيادية عقدت دورتها الثانية يوم الخميس 24 يوليو، وناقشت عدداً من الملفات المهمة، في مقدمتها تشكيل المجلس الرئاسي واختيار رئيس الوزراء.
وأضاف: “بعد مداولات وحوارات اتسمت بالهدوء والموضوعية، تم تأسيس المجلس الرئاسي لحكومة السلام الانتقالية من 15 عضواً، من ضمنهم حكام الأقاليم”.

توجهات سياسية معلنة

وأشار نقد إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية تحالف السودان التأسيسي الرامية إلى بناء سودان جديد، علماني، ديمقراطي، لا مركزي وموحد طوعياً، مؤكداً أن المرحلة الانتقالية تهدف إلى ترسيخ مبادئ الحرية والسلام والعدالة والمساواة.وأوضح أن الهيئة القيادية للتحالف لا تزال تواصل مناقشة القضايا المدرجة ضمن أجندة دورة الانعقاد الثانية، وسط توقعات بإعلان قرارات إضافية خلال الأيام المقبلة بشأن هيكلة مؤسسات الدولة المقترحة.

خلفية وتحولات

يأتي هذا الإعلان في ظل تعقيدات سياسية وأمنية عميقة يعيشها السودان، خاصة مع استمرار الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي منذ أبريل 2023، والتي خلّفت مئات الآلاف من الضحايا والمشردين، وتسببت في تدهور غير مسبوق للوضع الإنساني.ويرى مراقبون أن إعلان حميدتي تشكيل حكومة انتقالية وتحالف سياسي داعم له قد يُنظر إليه كمحاولة لتكريس واقع ميداني جديد، يُشرعن سيطرته على أجزاء من البلاد، ويوجّه رسالة سياسية للمجتمعين الإقليمي والدولي مفادها: “نحن طرف قادر على الحكم”.

تساؤلات حول الشرعية والتمثيل

رغم إعلان التأسيس، لا تزال شرعية الحكومة الجديدة محل جدل واسع، إذ تُطرح تساؤلات حول مدى تمثيلها لكافة مكونات الشعب السوداني، ومدى قبولها داخليًا وخارجيًا، خاصة في ظل غياب الجيش السوداني عن هذا المسار، واستمرار النزاع العسكري المحتدم في العاصمة ومناطق أخرى من البلاد.