قناة السويس تتجه نحو المستقبل: 75 سفينة يوميًا ونظام ملاحي منتظم للسفن الضخمة

قناة السويس تتجه نحو المستقبل: 75 سفينة يوميًا ونظام ملاحي منتظم للسفن الضخمة

أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن القناة تواصل أداءها المتصاعد كأحد أهم شرايين التجارة العالمية، مشيرًا إلى أن التطويرات الكبرى التي شهدها المجرى الملاحي، وعلى رأسها افتتاح قناة السويس الجديدة في عام 2015، أحدثت نقلة نوعية في قدرات القناة على استيعاب الحركة العالمية المتزايدة للسفن.

قفزة في عدد السفن اليومية من 42 إلى 75 سفينة

قال ربيع، في مداخلة هاتفية عبر فضائية “إكسترا نيوز”، إن عدد السفن التي تعبر قناة السويس يوميًا ارتفع من 42 إلى 75 سفينة، وذلك بفضل التوسعات الهندسية والتقنية التي شهدها المجرى الملاحي خلال السنوات الأخيرة. وأضاف أن هذا التحسن يعكس قدرة القناة على مواكبة النمو الهائل في حركة التجارة العالمية، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على النقل البحري كأحد محركات الاقتصاد العالمي.

عبور آمن ومنتظم للسفن العملاقة

أوضح الفريق ربيع أن القناة أصبحت قادرة على استقبال السفن العملاقة التي تصل حمولتها إلى 24 ألف حاوية، وغاطسها إلى 22 مترًا، دون الحاجة لأي عمليات تفريغ أو انتظار، مؤكدًا أن حركة الملاحة تسير بانسيابية كاملة دون تأخير أو ازدحام، حتى في فترات الذروة الموسمية.وأكد أن قناة السويس باتت أحد الممرات القليلة في العالم التي تسمح بعبور هذا النوع من السفن العملاقة بانتظام، ما يمنحها ميزة تنافسية كبرى ويزيد من جاذبيتها أمام الخطوط الملاحية العالمية.

مشروع قناة البحيرات المرة.. توسعة استراتيجية

وأشار رئيس الهيئة إلى أن من أبرز مشروعات التطوير التي تم تنفيذها مؤخرًا هو مشروع ازدواج قناة البحيرات المرة في القطاع الجنوبي، الذي تم افتتاحه في فبراير الماضي. وشمل المشروع ازدواج المجرى لمسافة 10 كيلومترات، لتصل بذلك إجمالي المسافة المزدوجة إلى 82 كيلومترًا.كما تم توسيع وتعميق القناة لمسافة إضافية بلغت 30 كيلومترًا، مما أسهم في تسهيل حركة الملاحة وتقليص زمن عبور السفن، إلى جانب تعزيز الأمان الملاحي وتوفير مرونة أكبر في مواجهة أي طوارئ فنية أو مناخية.

مشروعات بأيادٍ مصرية وتمويل ذاتي بالكامل

شدّد الفريق أسامة ربيع على أن كافة هذه المشروعات تم تنفيذها بأيدٍ مصرية خالصة، من خلال كوادر فنية وهندسية محلية تتمتع بالكفاءة والخبرة العالية. كما أكد أن التمويل جاء بالكامل من ميزانية هيئة قناة السويس، دون تحميل خزينة الدولة أي أعباء، وهو ما يعكس الاستدامة المالية والإدارية للهيئة.وأشار إلى أن الدعم المباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي وتوجيهاته المستمرة كانت أحد العوامل الجوهرية التي ساهمت في تسريع وتيرة الإنجاز وضمان دقة التنفيذ في جميع مراحل المشروع.

قناة السويس الجديدة.. نقطة تحول فارقة

أشاد الفريق ربيع بمشروع قناة السويس الجديدة الذي تم افتتاحه في عام 2015، مؤكدًا أنه كان بمثابة نقطة تحول استراتيجية في تاريخ الممر الملاحي. وقال إن المشروع لم يكن مجرد توسعة بل كان بمثابة “إعلان دخول القناة عصرًا جديدًا” من القدرة التشغيلية والكفاءة العالمية، وقد مكّنها من الحفاظ على مكانتها كأحد أعمدة الملاحة البحرية في العالم.