القصة الشاملة للاعتداء العنيف على المحكمة في إيران.. والحرس الثوري يتهم تل أبيب.

كشفت وسائل إعلام إيرانية، السبت، عن تفاصيل الهجوم العنيف الذي استهدف مبنى القضاء في مدينة زاهدان، مركز محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 22 آخرين، بينهم نساء وأطفال.وأعلنت العلاقات العامة لمقر “القدس” التابع للقوات البرية في الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم، الذي وقع صباح السبت، نفذه عناصر مسلحة يرتدون أحزمة ناسفة وتنكروا بزي عمّال، في محاولة للتسلل إلى مبنى وزارة العدل.
الهجوم بدأ بقنبلة يدوية وتلاه اشتباك مسلح
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، بدأ الهجوم في تمام الساعة 8:30 صباحًا، عندما اقترب المهاجمون من المبنى وألقى أحدهم قنبلة يدوية داخل المحكمة، مما تسبب بانفجار قوي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين، بينهم أم وطفل يبلغ من العمر عامًا واحدًا.وأوضح نائب قائد شرطة المحافظة، الجنرال علي رضا دليري، أن رجال الأمن تعاملوا بسرعة مع المهاجمين، وتمكنوا من قتل أحد العناصر في بداية الاشتباك، فيما حاول العنصران الآخران الفرار عبر أحد الشوارع القريبة، لكنهما قُتلا على يد قوات الأمن بعد مواجهة مسلحة.وأكد دليري أن جميع عناصر المجموعة المهاجمة تم القضاء عليهم بالكامل، مشيرًا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة ملابسات الحادث ودوافع المهاجمين.
اتهامات مباشرة لإسرائيل.. و”جيش العدل” في الواجهة
واتهمت السلطات الإيرانية ما وصفته بـ”مجموعة إرهابية تابعة لإسرائيل” بالوقوف خلف الهجوم، معتبرة أن الهجوم جزء من سلسلة محاولات لزعزعة الأمن في المناطق الحدودية، خاصة في إقليم سيستان وبلوشستان الذي يشهد اضطرابات متكررة.في الوقت نفسه، ذكرت مصادر محلية ووكالات أنباء أن المهاجمين ينتمون إلى جماعة “جيش العدل”، وهي جماعة مسلحة تنشط في الإقليم، وتقول إنها تدافع عن حقوق أقلية البلوش السنية، بينما تصنّفها الحكومة الإيرانية على أنها منظمة إرهابية، وتطلق عليها اسم “جيش الظلم”.
خلفية توتر أمني مزمن في الإقليم
ويُعد إقليم سيستان وبلوشستان من أكثر الأقاليم الإيرانية اضطرابًا، نظرًا لانتشار النشاطات المسلحة والتهريب والاحتجاجات العرقية والدينية فيه، خاصة مع تصاعد التوتر بين الحكومة المركزية وسكان الإقليم من البلوش، الذين يقولون إنهم يتعرضون للتهميش والتمييز.وتعهدت السلطات الإيرانية، عبر الحرس الثوري ووزارة الداخلية، بمواصلة عمليات أمنية واسعة النطاق في المنطقة، لضمان عدم تكرار مثل هذه الهجمات، وتعزيز السيطرة على الحدود القريبة من باكستان وأفغانستان.