استطلاعات تشير إلى أزمة: ترامب يفقد دعم الأمريكيين بسبب قضايا الهجرة

بعد ستة أشهر فقط من بداية ولايته الثانية، يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحولًا لافتًا في الرأي العام بشأن واحدة من أبرز ركائز حملته الانتخابية: ملف الهجرة.
استطلاعان للرأي، أجرتهما شبكتا “سي إن إن” و”سي بي إس نيوز”، أظهرا تراجعاً ملحوظاً في تأييد الأمريكيين لسياسات ترحيل المهاجرين غير النظاميين، رغم تمسك ترامب بخطابه المتشدد ووعوده بإطلاق “أكبر حملة ترحيل في التاريخ الأمريكي”.
الشارع الأمريكي.. أقل حماسة وأكثر انتقاداً
وفقًا لاستطلاع “سي إن إن”، يرى 55% من المشاركين أن مشاهد اقتحام الشوارع لاعتقال المهاجرين باتت “تمادياً مبالغاً فيه”، مقارنة بـ45% فقط في شباط/فبراير الماضي.أما استطلاع “سي بي إس نيوز”، فأظهر أن 56% من الأميركيين يعتقدون أن إدارة ترامب تستهدف مهاجرين لا يشكلون أي تهديد للأمن، وهو ارتفاع لافت مقارنة بـ47% الشهر الماضي.وفيما تراجع التأييد لسياسات ترامب في ملف الهجرة إلى 49% فقط، فإن الدعم من داخل القاعدة الجمهورية ما زال صلبًا، حيث يؤيد 91% من الجمهوريين سياسات الترحيل، بينما يرفضها 59% من المستقلين و86% من الديمقراطيين.
معسكر ترامب.. ثقة غير قابلة للكسر
رغم تراجع شعبيته في صفوف الناخبين بشكل عام، لم يُظهر ترامب أي مؤشرات على تعديل سياساته. بل احتفل، يوم الأحد، بمرور 6 أشهر على توليه المنصب مجددًا، من ناديه للغولف في فيرجينيا، وكتب على “تروث سوشال”:“هذه فترة تُعدّ من أكثر الفترات أهمية في حياة أي رئيس. قبل عام، كانت بلادنا ميتة، واليوم نحن الدولة الأكثر احترامًا في العالم”.لكن الأرقام لا تدعمه. فقط 42% من الأميركيين يؤيدون أداءه العام، مقارنة بـ53% في فبراير الماضي، بحسب “سي بي إس”.
التحولات الصامتة تهدد العاصفة
مع انخفاض الحماسة الشعبية لسياسات القبضة الحديدية، يواجه ترامب معضلة حقيقية: هل يواصل التمسك بخطاب “الردع بالقسوة” أم يُجبر على التكيف مع مزاج أميركي بدأ يرفض الصور القاسية لحملات الترحيل والاحتجاز؟وبينما يقترب عام 2026، تبدو معركة الهجرة مرشحة لأن تتحول من ورقة رابحة إلى عبء انتخابي ثقيل على إدارة تسعى لإثبات قدرتها على إعادة “عظمة أميركا”… دون أن تخسر إنسانيتها في الطريق.