رهائن وأسرى وإغاثة.. حرب غزة تنتظر حكما حاسما

رهائن وأسرى وإغاثة.. حرب غزة تنتظر حكما حاسما

وسط دخان المعارك المتصاعد وأصوات النداءات الإنسانية المتزايدة، يلوح في الأفق مقترح محدث لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تصفه بعض الأطراف بأنه “الأكثر جدية” منذ اندلاع الحرب.
وما بين تعقيدات الأرض وضغوط الوسطاء، تترقب المنطقة بحذر ردّ حركة “حماس“، فيما تشير تسريبات إلى احتمال القبول خلال أيام، في ظل مرونة غير مسبوقة أبدتها إسرائيل على مسودة الاتفاق. 

60 يوماً من الهدوء.. بشروط

بحسب مصادر إسرائيلية مطلعة نقلتها هيئة البث الإسرائيلية، فإن الاتفاق المقترح يشمل وقفاً كاملاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، تبدأ مباشرة بعد توقيع الأطراف.
وتتضمن الخطة إطلاق سراح 28 رهينة إسرائيلية، من بينهم 10 أحياء و18 قتيلاً، في مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من ألفي معتقل فلسطيني من قطاع غزة، كانوا محتجزين منذ بداية الحرب.

مساعدات إنسانية بإشراف دولي

يشمل الاتفاق أيضًا إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع المحاصر، تحت إشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وبكميات كافية لسد الفجوة الحادة التي خلّفها القتال العنيف خلال الأشهر الماضية.

تغييرات ميدانية واستراتيجية إسرائيلية

من أبرز البنود الجديدة، موافقة إسرائيل على:إعادة رسم محور “موراج” الاستراتيجي.إعادة انتشار قواتها العسكرية داخل غزة، بدءاً من الانسحاب التدريجي من شمال القطاع، ثم جنوبه لاحقاً.وقف جميع الأنشطة العسكرية الإسرائيلية مع دخول الهدنة حيّز التنفيذ.تجميد حركة الطيران الحربي لمدة 10 إلى 12 ساعة يومياً، خصوصاً أثناء عمليات تبادل الأسرى.كما يُطلب من حماس في اليوم العاشر من الهدنة تقديم معلومات مفصلة عن الرهائن المتبقين في غزة، مقابل كشف إسرائيل عن بيانات المعتقلين الفلسطينيين.

تفاؤل حذر.. والكرة في ملعب حماس

قال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع: “آمل أن نتوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع. هناك رغبة حقيقية لدى الطرفين، والجيش أوصى القيادة السياسية بالقبول”.وبينما تشير تقارير إلى أن قادة حماس في الدوحة يميلون لقبول المقترح، لا يزال الجناح العسكري في غزة متريثًا في الرد النهائي، رغم الضغوط المكثفة من الوسطاء المصريين والقطريين.

مفترق طرق…هدنة أو فوضى

يتقاطع المسار السياسي مع صوت البنادق مجددًا، لكن هذه المرة، يبدو أن كل الأطراف تدرك أن الزمن يضيق، وأن تكلفة الرفض ستكون باهظة.
الهدنة المقترحة ليست مجرد وقف مؤقت للنار، بل فرصة لتثبيت استقرار هش، قد يكون آخر نافذة للنجاة قبل أن تنفجر الأرض مجددًا تحت أقدام الجميع. هل تختار حماس طريق الاتفاق.. أم تعود غزة إلى ليل الحرب الطويل؟