طهران تستأنف المفاوضات.. محادثات نووية “مهمة” في إسطنبول يوم الجمعة

طهران تستأنف المفاوضات.. محادثات نووية “مهمة” في إسطنبول يوم الجمعة

بعد أسابيع من التصعيد والتلويح بالخيار العسكري، تعود طهران إلى طاولة التفاوض النووي مع القوى الأوروبية، في محاولة لإعادة تحريك ملف بات رمزاً للتوتر المزمن بين الشرق والغرب.
وفي إسطنبول، المدينة التي طالما احتضنت مفاوضات الفرصة الأخيرة، تستأنف المحادثات بين إيران والترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) يوم الجمعة المقبل، وسط أجواء مشحونة ومحكومة بسقف زمني سياسي ضيق. 

إيران: لن نتنازل عن حقوقنا

أعلنت الخارجية الإيرانية، اليوم الإثنين، أن المفاوضات النووية ستُستأنف رسميًا يوم الجمعة، مؤكدة أن طهران تدخل جولة المحادثات الجديدة بـ”نهج أقوى وأكثر صلابة”.
وقال وزير الخارجية عباس عراقجي، من طهران: “من الضروري أن يكون الأوروبيون على دراية بمواقف إيران. لدينا الكثير من العمل في الاجتماع، وسنسعى إلى الحصول على حقوقنا بقوة أكبر بعد الحرب”. ويأتي هذا التصعيد في اللهجة بعد توقف مفاوضات سابقة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة سلطنة عُمان، والتي انهارت إثر الضربات الجوية الأمريكية – الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي.

التهديد الأوروبي: العودة إلى العقوبات

في سياق متصل، حذّرت العواصم الأوروبية الثلاث، خلال مكالمة هاتفية أجراها عراقجي مع وزراء خارجية بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، إضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، من أن صبر أوروبا يوشك على النفاد.
وأكدت المصادر الأوروبية: “إذا لم تعد إيران إلى المحادثات قريباً، فسيتم تفعيل آلية ‘العودة السريعة’ لإعادة فرض العقوبات”، في إشارة إلى آلية “سناب باك” التي تشكل سيفاً مسلطاً على رقبة الاتفاق النووي. 

خلفية الاتفاق: إرث هش وضغوط متجددة

الاتفاق النووي المعروف بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة” وُقّع عام 2015، ووضع قيوداً صارمة على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات. إلا أن الانسحاب الأميركي منه عام 2018 في عهد دونالد ترامب، أعاد المنطقة إلى دائرة التوتر.
وبعد التصعيد العسكري الأخير، بات الملف أكثر تعقيداً، مع تصاعد الشكوك الغربية حول نوايا طهران الحقيقية، في وقت تؤكد فيه إيران أنها “لن تتفاوض تحت التهديد”.

إسطنبول نقطة مفصلية

الجمعة المقبل قد يكون يوم الاختبار الحقيقي للدبلوماسية الإيرانية–الأوروبية. فإما أن تعود لغة السياسة لتنتصر، أو تعود عقارب الأزمة إلى الوراء، نحو مواجهة لا تحمل سوى الخسائر لجميع الأطراف.في إسطنبول، سيكون لكل كلمة ثمن، ولكل موقف أثر… فهل تختار إيران باب الحل؟ أم تعود إلى طريق العقوبات والمواجهة؟