ساعات حاسمة في السويداء.. إطلاق سراح عائلات البدو قريباً

في مشهد لا يخلو من الترقب المشوب بالحذر، تنفست السويداء الصعداء مع بزوغ فجر الإثنين، بعدما أعلن قائد الأمن الداخلي في المحافظة، العميد أحمد الدالاتي، أن الإفراج عن عائلات البدو المحتجزة سيتم خلال ساعات، في خطوة تعزز آمال التهدئة بعد أيام من المواجهات الدامية التي خلّفت مئات القتلى وأعادت المدينة إلى قلب النيران السورية.
الهدنة تسري.. والدولة تتحرك بثقلها
وقال العميد الدالاتي، في تصريح لوكالة “سانا”، إن العملية تأتي نتيجة لجهود وساطة مكثفة تبذلها الحكومة السورية بالتعاون مع الفعاليات المحلية، مشيرًا إلى أن الدولة ستضمن “العودة الآمنة” للعائلات، في سياق الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي في محافظة كانت على شفا التفكك.وأضاف: “نؤكد على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار من جميع الأطراف، وفتح المجال أمام مؤسسات الدولة لممارسة دورها في إعادة الأمن والاستقرار”.
أولوية إنسانية عاجلة… وتحرك رسمي متسارع
بالتوازي مع الجهود الأمنية، أكد محافظ السويداء، مصطفى البكور، أن الأولوية الآن هي الاستجابة للحاجات الإنسانية العاجلة، بعد تضرر واسع للبنية التحتية وغياب الخدمات الأساسية في عدة أحياء.وأوضح أن المساعدات الإغاثية بدأت بالدخول إلى المدينة، بعد تنسيق مع عدد من المرجعيات، فيما أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند قبوات أن العملية تتم بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري وعدة منظمات دولية.وشملت المساعدات مواد غذائية وطبية أساسية ودعماً لوجستياً واسعاً لتعزيز قدرة الاستجابة، لا سيما في السويداء ودرعا.
دماء كثيرة… وهشاشة وقف النار
في ظل هذه التطورات، لا يمكن إغفال الكلفة الدموية الثقيلة:
فبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفع عدد القتلى إلى 1120 قتيلاً خلال أسبوع واحد فقط، بينهم 298 مدنياً درزياً و21 من أبناء العشائر.
كما لقي 15 عنصراً من القوات الحكومية مصرعهم في غارات إسرائيلية خلال التصعيد.
فرصة أخيرة.. أو عودة إلى الجحيم
رغم عودة الهدوء النسبي منذ صباح الأحد، لا تزال السويداء تعيش على إيقاع الخوف من انتكاسة. الإفراج عن عائلات البدو خطوة إيجابية لكنها هشة، تعتمد على استمرار وقف النار وصدق نوايا الأطراف في تحكيم صوت العقل على لغة السلاح.فهل تكون هذه الساعات فعلاً بداية لانفراج دائم… أم مجرد استراحة مؤقتة في معركة أكثر شراسة؟