غزة تنتظر الإجابة… الهدنة مهددة و«القرار بيد حماس»

بين نوافذ المفاوضات الضيقة، وهدير الحرب المتواصل، يترقّب العالم ردّ حركة “حماس” على المقترح المحدث لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط ضغوط إقليمية ودولية متزايدة لحسم القرار. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، مساء الأحد، أن الكرة الآن في ملعب حماس، بعد أن قدم الوسطاء – مصر وقطر – مسودة اتفاق “مرن” مدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل.
الهدنة مشروطة والمخاطر كبيرة
قالت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر أمريكية وإسرائيلية، إن القادة السياسيين والعسكريين في تل أبيب ينتظرون “إشارة إيجابية” من الجناح العسكري لحماس في غزة، رغم ميول قادة الحركة في الدوحة لقبول الاقتراح.
وأكدت القناة أن الضغط يتزايد على قيادة حماس لتقديم رد سريع، وسط مخاوف من تضييع الفرصة.ونقل عن مسؤول أميركي قوله: “قادة حماس يتصرفون بعناد. إذا فشل الاتفاق، ستكون المسؤولية عليهم. يتشبثون بتفاصيل صغيرة ويعطلون المسار بأكمله”.
تبادل أسرى ووقف شامل للعمليات
بحسب مصادر إسرائيلية، فإن مسودة الاتفاق تشمل وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، تبدأ بإطلاق سراح 28 رهينة إسرائيلية، منهم 10 أحياء و18 جثة.
كما تنص على:إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من شمال القطاع ثم جنوبه.إفراج إسرائيل عن كافة المعتقلين الفلسطينيين المحتجزين إدارياً منذ بداية الحرب.تبادل معلومات حول الرهائن ومفقودي الجانبين خلال المرحلة الثانية من الهدنة.وقف كامل للعمليات العسكرية الإسرائيلية بمجرد دخول الاتفاق حيز التنفيذ.وتتضمن الخطة تعديلات ميدانية وافقت عليها إسرائيل، من بينها إعادة رسم محور موراغ وتعديل انتشار قواتها.
اتفاق أم مواجهة؟
كشف مصدر عسكري إسرائيلي أن الجيش أوصى القيادة السياسية بالمضي نحو الاتفاق، مشيراً إلى وجود “رغبة حقيقية من الطرفين”.
وأضاف المصدر: “هناك أمل بأن يتم التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع. لكن القوات ستبقى منتشرة على أطراف القطاع، تحسباً لأي طارئ”.
مفترق طرق في غزة.. ورد حماس سيحسم المصير
بين ضغط الميدان وتعقيدات السياسة، تقف حماس أمام لحظة فارقة. قبول المقترح قد يفتح باب التهدئة والإنفراج الإنساني، بينما رفضه قد يعيد عقارب الحرب إلى نقطة الصفر.
الوسطاء يترقبون، وإسرائيل تتهيأ، وقطاع غزة – المرهق والمنكوب – ينتظر قراراً قد يضع حداً لأسوأ كوابيسه… أو يدخله في فصل أشد قتامة. فهل تتخذ حماس قرار التهدئة… أم تترك الحرب تكتب فصولها الأخيرة؟