رئيس الطائفة الدرزية يكشف عن تطورات غير متوقعة: محادثات بين إسرائيل وسوريا لجهود السلام

في تطور لافت يحمل أبعادًا دينية وسياسية، كشف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، عن وجود مباحثات جارية بين إسرائيل وسوريا تهدف إلى إحلال السلام، بوساطة أمريكية، مؤكدًا دعمه لأي جهود تُسهم في التهدئة والاستقرار، خاصة في محافظة السويداء جنوب سوريا.

دعم للمفاوضات.. ودعوة للمحبة

وقال طريف، في تصريحات نقلتها وكالة “آر تي” الروسية، إن هناك اتصالات ومباحثات مباشرة تتم بين القيادة السورية ونظيرتها الإسرائيلية، بهدف الوصول إلى حلول سلمية في المنطقة، وخصوصاً في مناطق التوتر بين الأقليات، مضيفًا:
“نحن نؤيد كل مبادرة تؤدي إلى إحلال السلام في السويداء، وندعم التفاهم بين قادة المنطقة”.ودعا الحكومة السورية إلى احتضان جميع مواطنيها دون استثناء، وبالأخص الأقليات، مطالبًا بأن يُقابلوا بـ”المحبة والاعتراف الكامل”، في إشارة إلى أهمية دور الحكومة في وقف التصعيد وتحقيق الاستقرار المجتمعي.

شهادات صادمة عن الفارين من النزاع

وفي تصريحات متزامنة لوكالة “سبوتنيك” الروسية، تحدث طريف عن المجازر والانتهاكات التي أدت إلى فرار بعض سكان السويداء إلى إسرائيل، قائلاً إنهم قدموا بعد “مشاهدة التنكيل بالنساء، واغتصابهن، وقتل الأطفال، وحرقهم أحياء”، حسب تعبيره.
وأضاف: “نحن لا نتعامل مع السياسة، بل مع القيم الإنسانية، وندعم كل مبادرة من أجل السلم والسلام”.

اشتباكات السويداء تدفع نحو الحلول السياسية

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب اشتباكات دامية شهدتها السويداء خلال الأيام الماضية، بين عشائر البدو ومجموعات درزية مسلحة، ما دفع بالقوات الحكومية السورية إلى التدخل، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت، جرى خلاله سحب المقاتلين من داخل المدينة.وتسود حالة من الترقب في المحافظة، وسط محاولات مستمرة لفرض الأمن وإنهاء التوتر، بينما تنشط وساطات دولية ومحلية لتثبيت التهدئة.

بوادر انفتاح نادر

إعلان الشيخ موفق طريف، رغم طابعه الديني، يحمل أبعادًا سياسية غير مسبوقة، خاصة في ظل انقطاع العلاقات الرسمية بين دمشق وتل أبيب منذ عقود. فهل تكون السويداء، التي لطالما كانت رمزًا للحياد في الحرب السورية، بوابة لإعادة رسم خطوط السلام في جنوب سوريا؟ أم أن التصعيد سيبدد هذه البوادر قبل أن تتبلور؟