العشائر تتراجع عن موقفها في السويداء وتوجه تحذيراً: أي انتهاك سيقابل بعقوبة شديدة

العشائر تتراجع عن موقفها في السويداء وتوجه تحذيراً: أي انتهاك سيقابل بعقوبة شديدة

وسط مدينة ما زالت تتنفس التوتر، وبعد أيام من اشتباكات أدمت شوارع السويداء، خرج صوت القبائل والعشائر ليعلن: “انسحبنا… لكننا نرصد وننتظر”. في بيان جاء بعد ساعات من مواجهات دامية، أعلنت العشائر السورية سحب قواتها من داخل المدينة، في خطوة يُنظر إليها كاختبار حقيقي لصلابة اتفاق وقف إطلاق النار الهش.

الانسحاب الكامل: التزام وتهديد

أكد مجلس القبائل والعشائر السورية، فجر الأحد، أنه تم إخراج كافة مقاتليه من داخل مدينة السويداء، تنفيذاً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار المعلن مؤخرًا. وأضاف في بيان رسمي أن الانسحاب جاء “بعد التواصل مع كافة أبناء القبائل والعشائر في السويداء”، و”رغبة في تحكيم العقل وإتاحة الفرصة للدولة للقيام بدورها في بسط الأمن”.لكن المجلس لم يخلُ من التحذير، حيث توعّد بـ”رد قاسٍ” في حال أقدمت أي من المجموعات “الخارجة عن القانون” على خرق الاتفاق، في إشارة إلى الفصائل المسلحة داخل المدينة التي خاضت معارك مع العشائر خلال الأيام الماضية.

الوضع الميداني: هدوء حذر وتمركز في الأطراف

في حين أعلنت العشائر انسحابها، أكدت مصادر محلية أن مقاتليها أعادوا تموضعهم في محيط المدينة، ما يشير إلى استمرار حالة الترقب والجاهزية لأي طارئ. وشهدت الساعات الأخيرة قبل البيان اشتباكات عنيفة في محاور متعددة من المدينة وريفها بين مقاتلي العشائر وفصائل درزية مسلحة.

الدولة تستعد للانتشار الكامل

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن قواتها بدأت بسط السيطرة على المناطق الشمالية والغربية من السويداء، تمهيدًا لإتمام الانتشار الكامل داخل المدينة. وأكد المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، أنه “تم إخلاء المدينة من كافة مقاتلي العشائر”، وأن العمل جارٍ على تثبيت وقف إطلاق النار وعودة الهدوء إلى الأحياء.

السويداء أمام مفترق طرق

انسحاب العشائر خطوة أولى على طريق التهدئة، لكن بقاء التهديد بالرد “القاسي” معلّقًا فوق أي خرق يفتح الباب أمام احتمالات التصعيد. وبين تموضع القوات الحكومية، وتمسك العشائر بحق الرد، يبقى المشهد في السويداء مفتوحًا على احتمالات متناقضة: إما تثبيت الاستقرار أو العودة إلى مربع الدم.