ليس جوجل أو مايكروسوفت.. الذكاء الاصطناعي يساهم في كتابة نصف الأكواد البرمجية في هذه المؤسسة

أعلنت منصة روبن هوود للتداول، التي تشتهر بتركيزها على المستثمرين الأفراد، أن الذكاء الاصطناعي AI أصبح يلعب دورا أكبر بكثير في تطوير البرمجيات لديها مما كان متوقعا. وفقا لتصريحات الرئيس التنفيذي للشركة، فلاد تينيف، فإن حوالي 50% من الشيفرة البرمجية الجديدة التي يتم كتابتها في الشركة الآن يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وفقا لتقرير Business Insider.
صرح تينيف بذلك خلال حلقة حديثة من بودكاست 20VC، مشيرا إلى أن شركات مثل جوجل ومايكروسوفت بدأت أيضا في استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدتها في كتابة الشيفرة البرمجية، إلا أن روبن هوود تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر. فقد أعلنت جوجل ومايكروسوفت مؤخرا أن حوالي 30% من شيفرتهما البرمجية يتم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي، بينما تتفوق روبن هوود في هذا المجال بشكل ملحوظ.وأوضح تينيف أن معظم مهندسي الشركة يستخدمون الآن أدوات تحرير الشيفرة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وأكد أنه أصبح من الصعب التمييز بين الأجزاء التي كتبها البشر وتلك التي تم توليدها بواسطة الذكاء الاصطناعي. وقال: “لقد انتقلنا من استخدام GitHub Copilot، الذي يعد نظاما للإكمال التلقائي، إلى Cursor، ثم إلى أدوات مثل Windsurf، حيث يتم كتابة معظم الشيفرة بواسطة الذكاء الاصطناعي”.وأضاف أنه رغم صعوبة تقدير نسبة الشيفرة التي كتبها البشر، إلا أنه يعتقد أن الجزء الذي كتبه البشر أصبح الآن الأصغر.
الذكاء الاصطناعي يعزز كفاءة روبن هوود
تساهم هذه التقنية في تسريع عملية كتابة الشيفرة البرمجية، إلى جانب توفير المال وتحسين طريقة عمل الفرق داخل الشركة. وقال تينيف إن الذكاء الاصطناعي كان له تأثير كبير على أقسام مثل الهندسة ودعم العملاء. وأشار إلى أن “التأثير الذي أحدثه على الفرق الداخلية كان هائلا”، مضيفا أن الشركة كانت حريصة على عدم الكشف عن مدى استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الداخلية، لكن النتائج كانت مذهلة.تزامن ذلك مع أداء جيد لشركة روبن هوود في السوق، حيث ارتفع سعر سهمها أكثر من 170% منذ بداية العام، ويرجع هذا النمو إلى عدة عوامل، بما في ذلك دخول الشركة في مجال الرموز المشفرة المرتبطة بالأسهم الخاصة، بالإضافة إلى طرح منتجات جديدة مثل ميزة سوق التنبؤات للمستخدمين.
تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي بين شركات التكنولوجيا الكبرى
في الوقت الذي تقود فيه روبن هوود هذا المجال، تزيد شركات التقنية الكبرى الأخرى من استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير البرمجيات. فقد صرح ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، مؤخرا بأن الذكاء الاصطناعي يكتب حتى 30% من الشيفرة في بعض المشاريع، مضيفا أن الشركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لمراجعة الشيفرة، مما يجعل عملية التطوير أكثر كفاءة.وفي نفس السياق، تحدث ساندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لـ جوجل، عن زيادة نسبة الشيفرة التي يتم كتابتها بواسطة الذكاء الاصطناعي في جوجل إلى أكثر من 30%، بعد أن كانت 25% فقط منذ بضعة أشهر. كما صرح مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، بأنه يتوقع أن يتولى الذكاء الاصطناعي قريبا نصف عمليات البرمجة في الشركة، خاصة في مشاريع مثل نماذج Llama.
تأثير الذكاء الاصطناعي على خطط التوظيف
بعض الشركات بدأت تغيير خططها التوظيفية بسبب تأثير الذكاء الاصطناعي. فقد أعلن مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة سيلز فورس، في وقت سابق من هذا العام أن الشركة ستتوقف عن تعيين مهندسين جدد في 2025 نظرا لزيادة إنتاجية المطورين بنسبة 30% بفضل الذكاء الاصطناعي. كما قامت شركة Stripe للدفع بعمليات تسريح لعدد كبير من الموظفين، بما في ذلك بعض المهندسين، جزئيا بسبب التحول إلى تطوير يعتمد على الذكاء الاصطناعي.