خريطة ثلاثية الأبعاد لكوكب الأرض: وكالة ناسا تطلق أول قمر صناعي لرسم الكرة الأرضية بدقة سنتيمترية

تستعد وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، بالتعاون مع وكالة الفضاء الهندية ISRO، لإطلاق قمر صناعي فريد من نوعه يحمل اسم NISAR (رادار الفتحة الاصطناعية المشترك بين ناسا وISRO)، والذي صمم لمراقبة سطح الأرض والجليد بدقة عالية وتوفير خريطة ثلاثية الأبعاد لحركات القشرة الأرضية تصل دقتها إلى مستوى السنتيمتر.ومن المقرر أن تستضيف ناسا مؤتمرا صحفيا يوم الاثنين 21 يوليو الساعة 12 ظهرا بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي، لاستعراض أهداف المهمة العلمية وخطط الإطلاق، على أن يتم بث الحدث مباشرة عبر الإنترنت من خلال مختبر الدفع النفاث التابع لناسا JPL.
شراكة تاريخية بين ناسا وISRO
تمثل مهمة NISAR أول تعاون من نوعه بين الوكالتين الفضائيتين، حيث وفرت ناسا رادار النطاق L وبعض المكونات الإلكترونية المتقدمة، في حين تولت ISRO تزويد القمر برادار النطاق S، إلى جانب هيكل المركبة والصاروخ المطلق. ويخطط لإطلاق القمر في وقت لاحق من شهر يوليو 2025 من مركز ساتيش داوان الفضائي في سريهاريكوتا بالهند، وبمجرد وصوله إلى مداره، سيقوم القمر الصناعي بمسح مساحات شاسعة من سطح الأرض والجليد، مرتين كل 12 يوما، باستخدام تكنولوجيا رادار الفتحة الاصطناعية (SAR)، مرسلاً بيانات عالية الدقة إلى العلماء حول العالم.
تقنيات رادارية متقدمة لرصد أدق التغيرات
يعد NISAR قفزة تقنية في مراقبة الأرض، حيث يستخدم رادارين مزدوجي التردد، رادار L-band (بطول موجي 25 سم): يخترق الغطاء النباتي والتربة، ما يسمح برصد التغيرات العميقة في البنية الأرضية، ورادار S-band (بطول موجي 10 سم): يرصد التفاصيل الدقيقة على السطح، مثل الخشونة ومستويات الرطوبة.عند دمج البيانات من الترددين، يمكن للقمر الصناعي اكتشاف أدق التغيرات في الارتفاع والحركة على نطاق واسع، مما يساعد في مراقبة:– تشوهات الأرض قبل وبعد الزلازل أو الانفجارات البركانية– الفيضانات وأضرار العواصف، حتى في ظروف الطقس القاسية– التحركات الجليدية والتغيرات المناخيةومن أبرز ميزات هذا النظام أنه قادر على الرؤية من خلال السحب، مما يجعله أداة لا غنى عنها في حالات الكوارث الطبيعية، خاصة عند تعذّر استخدام الأقمار البصرية.
نحو فهم أعمق لكوكب الأرض
من خلال قياس ديناميكيات سطح الأرض بدقة غير مسبوقة، تهدف مهمة NISAR إلى تحسين فهم العلماء للتغيرات البيئية والكوارث الطبيعية وتأثيرات تغير المناخ، مما يمهّد الطريق لاتخاذ قرارات أكثر وعيا وإنقاذ الأرواح في أوقات الأزمات.وبينما يقترب موعد الإطلاق، تتجه أنظار المجتمع العلمي إلى هذه المهمة الواعدة التي قد تغير قواعد مراقبة الأرض لعقود قادمة.