تسوية ضخمة تخلص زوكربيرغ من الإدلاء بشهادته في قضية “كامبريدج أناليتيكا”

توصل مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، إلى تسوية في دعوى قضائية ضخمة رفعها عدد من المساهمين، تتعلق بطريقة تعامل إدارة الشركة مع انتهاكات الخصوصية المتكررة في “فيسبوك”، وكان المساهمون يطالبون بتعويضات تصل إلى 8 مليارات دولار، دون الكشف عن المبلغ النهائي المتفق عليه في التسوية.وبحسب ما ذكره موقع “bbc”، أعلن عن التسوية يوم الخميس، على لسان محامي المساهمين، قبل بدء اليوم الثاني من المحاكمة أمام محكمة في ولاية ديلاوير، ولكن امتنعت شركة “ميتا” عن التعليق.
تسوية بين مارك زوكربيرج ومجموعة مساهمين في “ميتا” بقضية تتعلق بفضائح الخصوصية
رفع المساهمون الدعوى في عام 2018، بعد الكشف عن فضيحة “كامبريدج أناليتيكا”، التي شهدت تسريب بيانات ملايين المستخدمين من فيسبوك واستغلالها من قبل شركة استشارات سياسية دعمت حملة دونالد ترامب الرئاسية عام 2016.اتهم المساهمون زوكربيرج بكونه المسؤول الرئيسي عن تلك الأزمة، وطالبوا المحكمة بإلزام 11 من كبار المسؤولين التنفيذيين وأعضاء مجلس الإدارة – من بينهم زوكربيرج – بتعويض الشركة عن الغرامات والتكاليف القانونية التي تجاوزت 8 مليارات دولار، والتي أنفقتها “ميتا” لحل قضايا تتعلق بخرق خصوصية المستخدمين.كما أشار المساهمون إلى توقيت مريب لبيع بعض الأسهم من قبل كبار التنفيذيين بالشركة خلال تلك الفترة.
من هم المتهمون؟
من بين المتهمين في القضية جيفري زيانتس، مدير في “ميتا” سابقا ورئيس موظفي البيت الأبيض في إدارة الرئيس جو بايدن، وبيتر ثيل، الشريك المؤسس لشركة “Palantir”، ريد هاستينجز، الشريك المؤسس لشركة “Netflix”.في شهادته، أقر زيانتس بأن الغرامة المفروضة من لجنة التجارة الفيدرالية والتي بلغت 5 مليارات دولار كانت “ضخمة”، لكنه أكد أن الشركة لم تدفعها لحماية زوكربيرج من أي مسؤولية قانونية.وكان من المقرر أن تدلي شيريل ساندبرج، المديرة التنفيذية السابقة في “ميتا”، بشهادتها قبل التسوية. وبموجب الاتفاق، تجنب جميع المتهمين الإدلاء بشهاداتهم تحت القسم.
أثر التسوية
تعليقا على التسوية، قالت البروفيسورة “آن ليبتون”، أستاذة القانون بجامعة كولورادو: “كان من الممكن أن تكشف المحاكمة الكاملة عن كيفية اعتماد فيسبوك ممارسات غير قانونية، إن وُجدت. هذا النوع من الكشف يخدم مصلحة المجتمع، لكننا لن نحصل عليه الآن”.رغم أن “ميتا” لم تكن طرفا مباشرا في الدعوى، إلا أنها أكدت أنها أنفقت مليارات الدولارات منذ عام 2019 لتعزيز إصلاحات الخصوصية على منصاتها، التي تشمل فيسبوك، إنستجرام، وواتساب.وكان من المفترض أن تستمر المحاكمة حتى الأسبوع المقبل بإشراف القاضية “كاثلين ماكورميك”، التي عرفت سابقا برفضها حزمة الرواتب المثيرة للجدل الخاصة بـ إيلون ماسك والتي بلغت 56 مليار دولار، مما دفع شركة “تسلا” لنقل مقرها القانوني من ديلاوير إلى تكساس.