هل هي قذائف عشوائية أم استهداف متعمد؟.. نتنياهو يفسر قصف كنيسة غزة وترامب يعبر عن غضبه.

في محاولة لاحتواء الغضب الدولي، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قصف كنيسة “العائلة المقدسة” الكاثوليكية في غزة بأنه “مأساة مؤسفة”، قائلاً إن ما حدث ناجم عن “ذخيرة طائشة”. وأعرب نتنياهو عن “أسفه العميق لإصابة الكنيسة”، مضيفًا: “نشاطر العائلات والمؤمنين حزنهم، ونشكر البابا ليو على كلمات المواساة”.وعد نتنياهو بفتح تحقيق في الحادث، مؤكدًا التزام إسرائيل بـ”حماية المدنيين والأماكن المقدسة” – رغم أن هذه ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها منشأة دينية أو مدنية في القطاع منذ بدء الحرب.
غضب ترامب وضغط مباشر على تل أبيب
ورغم لهجة الاعتذار، كشف مراسل موقع “أكسيوس” عن توتر في الكواليس، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبدى غضبًا شديدًا فور تلقيه نبأ قصف الكنيسة صباح الخميس. ونقل عن مسؤول أميركي كبير قوله: “ترامب كان غاضبًا وسأل فريقه فورًا عن سبب استهداف الكنيسة، وطلب التحدث مع نتنياهو دون تأخير”.وبحسب المصدر، طالب ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بإصدار بيان رسمي يُحمّل المسؤولية “للخطأ”، وهو ما تم بالفعل بعد وقت قصير من المكالمة الهاتفية.
البيت الأبيض: “الرئيس لم يكن سعيدًا”
وفي مؤتمر صحفي لاحق، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن “رد فعل الرئيس ترامب على الهجوم لم يكن إيجابيًا”، مشيرة إلى أن نتنياهو أوضح للرئيس أن القصف كان خطأ غير مقصود.وقالت ليفيت إن الرئيس الأميركي شدد على ضرورة “تجنب مثل هذه الأخطاء في المستقبل”، خاصة حين يتعلق الأمر بمواقع دينية وأماكن تؤوي مدنيين أبرياء.
ضحايا وأضرار جسيمة
أسفر القصف الإسرائيلي على كنيسة “العائلة المقدسة” — وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في مدينة غزة — عن مقتل امرأتين وإصابة آخرين، بالإضافة إلى تدمير أجزاء كبيرة من مبنى الكنيسة، الذي كان يؤوي نازحين من العنف المستمر في القطاع.
التحقيقات لا تعيد الأرواح
ورغم التبريرات والوعود بالتحقيق، يبقى السؤال مفتوحًا: كيف تقع “أخطاء” قاتلة في أماكن محددة مسبقًا كمواقع مقدسة، وتحت أنظار العالم؟ لا يكفي أن توصف المجازر بـ”المآسي”، ولا أن تُلقى اللوم على الذخائر الطائشة، في وقت يتراكم فيه عدد الضحايا الأبرياء. فبين اعتذار نتنياهو وغضب ترامب، يبقى الألم الأكبر في غزة… حيث تُقصف حتى الكنائس.