إسرائيل تستهدف قافلة عشائرية متجهة إلى السويداء في ظل تصاعد التوترات في جنوب سوريا

أفادت مصادر سورية محلية أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن، صباح الخميس، غارات جوية عنيفة استهدفت رتلاً عسكرياً تابعاً لعشائر البدو، كان في طريقه من منطقة تدمر عبر حمص إلى السويداء، حيث تشهد المحافظة توتراً متصاعداً منذ أيام.الغارات التي وقعت قرب طريق تدمر – حمص أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المقاتلين، فيما سُمع دوي الانفجارات في مناطق متفرقة من حمص والجنوب السوري، بحسب ما أكدت تقارير ميدانية وشهادات من السكان.
ضربات بطائرات مسيّرة و”عريقة” تنزف
إلى جانب القصف الجوي، ذكرت مصادر ميدانية أن طائرة مسيّرة إسرائيلية ألقت قنبلة على تجمّع لعشائر البدو في منطقة “عريقة” بريف السويداء، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص، بينهم مسلحون ومدنيون، وسط حالة من الذعر والارتباك بين الأهالي.وفي سياق متصل، قال ناشطون إن الطيران المسيّر الإسرائيلي استهدف قرية “ولجا” في ريف السويداء الغربي، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع في أجواء ريف درعا الشرقي ومحيط السويداء، ما يرجّح وجود عمليات رصد دقيقة لتحركات العشائر والقوات المحلية.
النفير العشائري والرد المتوقع
وكان ما يُعرف بـ”تجمع العشائر العربية السورية” قد أصدر بياناً في وقت سابق أعلن فيه النفير العام بين العشائر البدوية، داعياً إلى التوجه نحو محافظة السويداء لـ”رد الظلم” – بحسب تعبير البيان – عقب تقارير عن مواجهات وعمليات حرق ونهب طالت منازل ومحال في بلدة المزرعة بريف السويداء.ويُعد هذا القصف الإسرائيلي تطوراً خطيراً في المشهد، حيث يُفهم على أنه تدخل مباشر في الصراع الداخلي بين مكونات محلية سورية، بذريعة منع “تهديدات أمنية” أو تحركات تعتبرها تل أبيب معادية أو متصلة بإيران وحلفائها.
تصعيد ميداني يفتح جبهة الجنوب من جديد
الضربة الإسرائيلية المفاجئة ضد الرتل العشائري تعكس تصاعداً خطيراً في تعقيدات المشهد السوري، وتطرح أسئلة جديدة حول نوايا إسرائيل ومجال تدخلها في صراعات الداخل السوري.
ففي الوقت الذي تتجه فيه العشائر إلى الاصطفاف في مواجهة جماعات درزية مسلحة، تدخل إسرائيل على الخط، ما ينذر بإشعال جبهة الجنوب السوري مجدداً، وفتح الباب أمام فوضى أوسع قد تتجاوز حدود السويداء… وربما حدود سوريا نفسها.