صفقة الهدنة في غزة تلوح بالأفق.. مع تنازلات من إسرائيل واقتراح جديد للوسطاء

كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، الخميس، عن تقدم ملموس في المحادثات الجارية بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، حيث قدم الوسطاء اقتراحاً محدثاً يتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، صفقة لتبادل الأسرى، وزيادة ضخمة في المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.وقال موقع “أكسيوس” نقلاً عن مصدرين مطلعين، إن التنازلات التي قدمتها إسرائيل في هذا المقترح الجديد قد تفتح الباب أمام التوصل إلى اتفاق شامل في وقت قريب، وسط تقارب في وجهات النظر بعد مفاوضات استمرت لأكثر من عشرة أيام في العاصمة القطرية الدوحة.
تنازلات إسرائيلية تفتح الطريق
تشمل التنازلات الإسرائيلية تقليص وجودها العسكري على حدود غزة، حيث وافقت على تخفيض نطاق تواجد الجيش من 5 كيلومترات إلى 1.5 كيلومتر شمال ممر فيلادلفيا، بالإضافة إلى تقليص مناطق التمركز إلى كيلومتر واحد في أماكن أخرى على الحدود. كما تم تعديل نسب إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء وتسليم رفات 18 آخرين.وفي خطوة حاسمة، يفاوض الوسطاء على آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، في محاولة لتفادي احتكار حماس لهذه المساعدات، وتضم الصفقة زيادة كبيرة في كمية المساعدات التي ستدخل القطاع خلال فترة الهدنة.
موقف حماس.. شروط وضمانات
طالبت حركة حماس بعدم تمرير المساعدات عبر مؤسسة “غزة الإنسانية”، ووفقاً لمصادر “أكسيوس”، تُجرى مفاوضات موازية في القاهرة لتحديد دور مصر في إيصال المساعدات خلال فترة وقف إطلاق النار، مع ضمان عدم استحواذ الحركة على هذه المساعدات.ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع قادة حماس في الدوحة السبت المقبل، في محاولة للحصول على موافقتهم النهائية على الاقتراح المحدث، وسط توقعات بأن ترد الحركة بتحفظات لكنها لن تعرقل الصفقة.
لقاء رفيع المستوى لتعزيز الصفقة
في خطوة تعكس أهمية الملف، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، رئيس الوزراء القطري في البيت الأبيض، حيث ناقشا بشكل موسع تفاصيل الصفقة المحتملة، مؤكدين على ضرورة إنهاء النزاع وتأمين سلام طويل الأمد.
أفق سلام هش بين تنازلات ومخاوف
مع تزايد التنازلات الإسرائيلية وقرب حصول حماس على بعض شروطها، تبدو صفقة وقف إطلاق النار على أعتاب النجاح. لكن ثمة خشية من أن تحفظات الحركة والتعقيدات السياسية في المنطقة قد تؤجل الاتفاق أو تعيد تأجيج الصراع.في الوقت الذي يترقب فيه المدنيون في غزة وأراضي إسرائيل نهاية معاناة استمرت شهوراً، يبقى المستقبل معلقاً بين أمل تحقق السلام ومخاوف الانهيار، وسط لعبة دبلوماسية دقيقة لا تزال تتكشف فصولها.