سوريا في مجلس الأمن: إسرائيل تفتح حرباً شاملة وتعيق تماسك البلاد

في جلسة لمجلس الأمن الدولي، اتهم مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، إسرائيل بشن “حرب مفتوحة” ضد بلاده، محذراً من خطورة التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر على الأراضي السورية.وأكد الضحاك في كلمته أن دمشق تدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، واعتبر أن هذه الممارسات تمثل انتهاكات منهجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وجرّ سوريا إلى صراع أوسع.
السويداء.. تصعيد داخلي وغارات إسرائيلية
وأشار الضحاك إلى أن التصعيد الأخير في محافظة السويداء ترافق مع ضربات إسرائيلية على مواقع حكومية وقواعد عسكرية داخل سوريا، واصفاً التصعيد بأنه “خطير” ويعكس نوايا عدوانية تهدد السيادة السورية.وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن عن ارتفاع حصيلة ضحايا المواجهات في السويداء إلى نحو 600 قتيل، بينهم عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية، في مواجهات دامية اندلعت بين عشائر وفصائل محلية.
دمشق: قرارات سيادية لحماية الوطن
وشدد الضحاك على أن القيادة السورية تعاملت مع الأزمة بحكمة عالية، واتخذت قرارات سيادية تهدف إلى حماية المصلحة الوطنية العليا وضمان وحدة البلاد وسلامة أراضيها.وقال: “السوريون يرفضون الإرهاب والكراهية والتحريض على العنف، ويتمسكون بوحدتهم الوطنية رغم محاولات التقسيم والتحريض”.
إسرائيل: لن نسمح بوجود عسكري قرب حدودنا
في المقابل، نقلت وسائل إعلام عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الجيش السوري نسق مبدئياً مع إسرائيل قبل دخول السويداء، لكنه “خالف التفاهم” عبر إدخال أسلحة ثقيلة. وهدد مسؤول عسكري إسرائيلي بأن “تل أبيب لن تسمح بحشد عسكري قرب حدودها الجنوبية”.وأعقبت هذه التصريحات غارات إسرائيلية عنيفة استهدفت مناطق في دمشق، من بينها مجمع وزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، إلى جانب مواقع في السويداء ومناطق أخرى.
دعوة لدعم دولي
في ختام كلمته أمام مجلس الأمن، وجّه السفير السوري قصي الضحاك دعوة صريحة إلى المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة ما وصفه بـ”العدوان الإسرائيلي المنهجي” الذي يستهدف أمن البلاد واستقرارها. وأكد أن الاعتداءات المتكررة تسعى لتقويض السيادة السورية وزعزعة وحدتها الوطنية. وشدد الضحاك على أن القيادة السورية متمسكة باستقلال قرارها السياسي والعسكري، ولن تسمح بفرض أي إملاءات خارجية. كما أكد أن سوريا ستظل دولة تحتضن جميع أبنائها، مهما تنوّعت انتماءاتهم، وستواصل التصدي لكل أشكال التدخل والعدوان حفاظاً على وحدة أراضيها ومصلحة شعبها العليا.