مصر تستعد لزيادة كبيرة في إنتاج الذهب بفضل مناجم النوبة

في وقت تتسارع فيه خطى مصر نحو تعظيم عوائد قطاع التعدين وتحويله إلى ركيزة اقتصادية محورية، جاءت اللقاءات الجانبية لمنتدى مصر الدولي للتعدين 2025 لتعكس هذا التوجه بوضوح.
ومن بين أبرز هذه اللقاءات، اجتماع وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي مع المهندس عصام حوراني، رئيس مجلس إدارة شركة «مناجم النوبة»، والذي حمل في طياته رسائل هامة تتعلق بمستقبل استثمارات الذهب والخامات التعدينية الأخرى في مصر، وسط اهتمام حكومي واضح بدعم الشركاء الجادين وتهيئة مناخ جاذب للاستثمار.التقى المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، مع المهندس عصام حوراني، رئيس مجلس إدارة شركة مناجم النوبة، المتخصصة في التنقيب وإنتاج الذهب،على هامش فعاليات منتدى مصر الدولي للتعدين 2025، وذلك بحضور وفد من مسؤولي الشركة والجيولوجي ياسر رمضان، رئيس الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والصناعات التعدينية. جاء اللقاء في توقيت تشهد فيه مصر طفرة واضحة في قطاع التعدين، من خلال جهود مستمرة لإعادة هيكلته، وتهيئة مناخ الاستثمار في أنشطة البحث والاستكشاف عن المعادن، وعلى رأسها الذهب.
مناقشة نشاط الشركة الحالي والمستقبلي
واستعرض الجانبان، خلال الجلسة، أبرز ملامح نشاط شركة مناجم النوبة، سواء ما يتعلق بالمشروعات التي يجري تنفيذها حاليًا في مناطق الامتياز التابعة لها، أو الخطط المستقبلية للتوسع في أعمال التنقيب والإنتاج.وأكد وزير البترول، خلال اللقاء، على أن وجود شركات جادة مثل «مناجم النوبة» يعكس ثقة المستثمرين في المناخ التعديني المصري، مشددًا على دعم الوزارة الكامل لجميع الكيانات الراغبة في العمل الجاد والمستدام داخل السوق المحلي.وأضاف الوزير، أن الحكومة حريصة على تشجيع الاستثمارات التعدينية ليس فقط في مجال الذهب، بل أيضًا في عدد من الخامات الأخرى ذات القيمة الاقتصادية، مثل الفوسفات، والرمال البيضاء، والمعادن الثقيلة، مؤكدًا أن الوزارة والهيئة لن تدخرا جهدًا في توفير البيئة التنظيمية والفنية اللازمة لضمان نجاح الاستثمارات الجديدة.
الشركة ترحب بالتوسع في مصر
من جانبه، أعرب المهندس عصام حوراني، رئيس شركة مناجم النوبة، عن تقديره للتطور الذي شهده قطاع التعدين المصري خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في ما يتعلق بتحديث التشريعات، وتبسيط الإجراءات، وفتح الباب أمام شركات القطاع الخاص للدخول في مزايدات دولية بشفافية تامة.وأشار حوراني إلى أن شركته تملك مؤشرات أولية مشجعة في بعض مواقع الامتياز التي تعمل بها في مصر، لافتًا إلى أنه سيتم الإعلان قريبًا عن نتائج مبشرة تتعلق بإنتاج الذهب، بعد تحليل البيانات المستخرجة من العمليات الاستكشافية التي نفذتها الشركة مؤخرًا.كما أكد رئيس الشركة أن مناجم النوبة لا تنظر إلى السوق المصري فقط من زاوية الذهب، بل تتطلع إلى توسيع نطاق أعمالها ليشمل خامات تعدينية أخرى، على رأسها الفوسفات والرمال البيضاء، وهي خامات استراتيجية يمكن أن تسهم في دعم الاقتصاد المصري في مجالات التصنيع والتصدير.

دعم حكومي متواصل لقطاع التعدين
جدير بالذكر ، أن هذا اللقاء جاء في إطار توجه حكومي واضح نحو تحويل قطاع التعدين إلى أحد مصادر الدخل القومي الرئيسية، إلى جانب البترول والغاز، من خلال جذب مزيد من الاستثمارات، وفتح مناطق جديدة للبحث والاستغلال، لا سيما في صحراء مصر الشرقية، التي أثبتت الدراسات العلمية غناها بالعديد من المعادن القيمة.ومن جهته، أكد الجيولوجي ياسر رمضان، رئيس هيئة الثروة المعدنية، أن الهيئة مستمرة في تقديم الدعم الفني للشركات العاملة في القطاع، وتوفير الخرائط الجيولوجية والدراسات اللازمة لمساعدتها في تقييم الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يسرّع من وتيرة العمل، ويرفع كفاءة العمليات على الأرض.واختتم اللقاء بتأكيد مشترك بين الجانبين على أهمية تعزيز التعاون بين القطاع الحكومي والخاص، في ظل توجه الدولة لزيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص عمل مستدامة في محافظات نائية تحتاج إلى دفع تنموي حقيقي.

كما تم الاتفاق على مواصلة التنسيق خلال الفترة المقبلة، لمتابعة نتائج أعمال الشركة، واستكشاف فرص جديدة قد تكون متاحة، بما يخدم مصالح الطرفين، ويعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة التعدين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.