هدنة غير مستقرة ودماء ما زالت تنزف.. 203 قتلى في صراع السويداء

هدنة غير مستقرة ودماء ما زالت تنزف.. 203 قتلى في صراع السويداء

وسط أجواء من الحذر والترقب، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الثلاثاء، عن حصيلة جديدة وصادمة لضحايا أحداث العنف الدامية التي شهدتها محافظة السويداء جنوب سوريا، ووفقاً للمرصد، فقد ارتفع عدد القتلى إلى 203 أشخاص منذ اندلاع الاشتباكات العنيفة يوم الأحد بين فصائل درزية مسلحة ومسلحين من العشائر، على خلفية عمليات خطف متبادلة وتدخل مباشر من القوات الحكومية.

هدنة مشروطة بقرار عسكري.. والسلاح لا يزال في الميدان

وفي محاولة لاحتواء الموقف، أعلن وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة وقفاً تاماً لإطلاق النار داخل مدينة السويداء، مؤكداً في بيان رسمي نشرته وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الاتفاق تم بعد مشاورات مع وجهاء وأعيان المدينة.وقال أبو قصرة في تغريدة عبر منصة “إكس”: “نعلن عن وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء المدينة، مع التأكيد على الرد فقط على مصادر النيران أو أي استهداف من قبل المجموعات الخارجة عن القانون”.كما أصدر الوزير، تعليمات مباشرة إلى القوات المنتشرة بضرورة تأمين المدنيين، الحفاظ على الممتلكات، وضبط السلوك العسكري، معلناً بدء انتشار الشرطة العسكرية في أحياء المدينة لضبط الوضع ومحاسبة المتجاوزين.

انسحاب جزئي للجيش.. وتسليم للداخلية

وأشارت سانا إلى أن الجيش السوري بدأ بسحب الآليات الثقيلة من المدينة، تمهيداً لتسليم المهام الأمنية لقوات الأمن الداخلي، في خطوة تهدف إلى تهدئة الشارع المتوتر ووقف النزيف الدموي.

اشتباكات بدأت بخطف وانتهت بمجزرة

الأزمة، التي بدأت على خلفية عمليات خطف متبادلة بين عشائر وفصائل درزية، تحولت خلال ساعات إلى مواجهات مسلحة شرسة راح ضحيتها 30 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، بينهم نساء وأطفال. ومع تصاعد الفوضى، تدخل الجيش السوري بقوة، لينتشر في عدد من النقاط الساخنة داخل المدينة، ما زاد من حدة الاشتباكات بدلاً من تهدئتها.وفي صباح يوم الاثنين، تعرض الجيش السوري لهجوم مباغت على أطراف السويداء، نفذته مجموعة مسلحة خارجة عن القانون، أسفر عن مقتل 18 عنصراً من الجيش، وإصابة عدد آخر، إضافة إلى اعتقال بعض الجنود ونقلهم إلى جهة مجهولة.

وقف إطلاق نار على فوهة بركان

رغم إعلان وقف إطلاق النار، السويداء لا تزال تمشي على حافة الهاوية. الحصيلة الدموية الثقيلة، والاحتقان الشعبي، والانقسام بين الفصائل، جميعها مؤشرات على هشاشة الهدنة، واحتمال انفجار الأوضاع من جديد في أي لحظة.في مدينة كانت تُعرف تاريخياً بـ”الهادئة” في خضم الحرب السورية، باتت السويداء اليوم نقطة غليان جديدة تُهدد بتغيير مشهد الجنوب السوري بأكمله. فهل تُكتب نهاية سلمية لهذا النزاع، أم أن القادم أعنف؟