ضربة قوية لأمريكا.. الصين تفرض قيودًا على صادرات بطاريات السيارات الكهربائية

في خطوة جديدة تعزز من مكانتها المهيمنة في صناعة السيارات الكهربائية، أعلنت الحكومة الصينية يوم الثلاثاء عن فرض قيود صارمة على تصدير ثماني تقنيات رئيسية لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، مما قد يعقد جهود الشركات الصينية الراغبة في إنشاء مصانع في الخارج، خاصة داخل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
تصدير مشروط بترخيص حكومي
أكد بيان صادر عن وزارة التجارة الصينية، أن أي محاولة لنقل هذه التقنيات الحساسة إلى الخارج سواء من خلال التجارة أو الاستثمار أو التعاون التكنولوجي ستتطلب موافقة رسمية مسبقة من الحكومة. ويشمل ذلك تقنيات تصنيع بطاريات الليثيوم أيون، وتحديدًا بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم (LFP) التي أصبحت القلب النابض للسيارات الكهربائية منخفضة التكلفة.تأتي هذه الخطوة في وقت حققت فيه الشركات الصينية، مثل BYD وCATL، تقدمًا هائلًا في تطوير بطاريات السيارات الكهربائية طويلة المدى ومنخفضة التكلفة، ما منحها ميزة تنافسية كبرى على المستوى العالمي. وبفضل هذا التقدم، أصبحت السيارات الكهربائية الصينية أرخص بكثير من نظيراتها الأوروبية والأمريكية.وقد تفوقت BYD، ومقرها مدينة شنتشن، مؤخرًا على شركة تسلا الأمريكية لتصبح أكبر شركة لتصنيع السيارات الكهربائية في العالم. وساهمت في ذلك بتطوير بطاريات لا تعتمد على المعادن النادرة الباهظة مثل النيكل والكوبالت، بل على تركيبات أرخص وأكثر أمانًا تحتوي على الحديد والفوسفات.
ضغوط أوروبية وقلق أمريكي
تأتي هذه القيود الصينية الجديدة بالتزامن مع ضغوط متزايدة من الاتحاد الأوروبي، الذي يشجع شركات البطاريات الصينية على إقامة مصانع إنتاج داخل حدوده لدعم نمو مبيعات السيارات الكهربائية القادمة من الصين.في المقابل، تبدي الولايات المتحدة حذرًا أكبر من الاستثمارات الصينية، رغم وجود خطط حالية لبناء مصنعين صينيين للبطاريات في ولاية ميشيجان.القرار الجديد يأتي أيضًا بعد قيود سابقة فرضتها بكين على تصدير المعادن الأرضية النادرة، ما تسبب في اضطرابات لوجستية وتقنية لدى شركات صناعية غربية ويابانية تعتمد على هذه المواد في تصنيع السيارات والروبوتات والمعدات المتطورة.ويبدو أن بكين تتبنى استراتيجية واضحة تهدف إلى حماية مكتسباتها التكنولوجية في مجال الطاقة النظيفة، وتعزيز موقعها كـمصدر رئيسي وحيد للتكنولوجيا المتقدمة في البطاريات.