ما الاختلافات بين نظام البكالوريا المصرية ونظام الثانوية العامة؟

مع إعلان تطبيق نظام البكالوريا المصرية على طلاب الصف الأول الثانوي العام المقبل، تزايدت التساؤلات حول الفروق الجوهرية بين هذا النظام الجديد ونظام الثانوية العامة التقليدي.ووفقًا لتصريحات صحفية من خبراء تربويين وأعضاء بلجنة التعليم، يستعرض موقع الجمهور الأخباري فيما يلي أبرز الاختلافات بين النظامين.
فرص الامتحان وتكرار المحاولات
في الثانوية العامة الحالية، يحصل الطالب على فرصة امتحانية واحدة في الدور الأول، ثم امتحان دور ثان بنصف الدرجة.أما في نظام البكالوريا المصرية، فسيُمنح الطالب 4 محاولات في الصف الثاني الثانوي، ومحاولتين في الصف الثالث، مع احتساب أعلى الدرجات.
احتساب الدرجات والمجموع النهائي
يعتمد نظام الثانوية العامة على درجات السنة النهائية (الصف الثالث الثانوي) فقط في احتساب المجموع.بينما في البكالوريا المصرية، سيتم احتساب أعلى درجات حصل عليها الطالب في كل مادة خلال الصفين الثاني والثالث الثانوي.
عدد المواد والمجموع الكلي
تشتمل الثانوية العامة بنظامها الحالي على 5 مواد بعد إعادة الهيكلة.في المقابل، يتضمن نظام البكالوريا 7 مواد دراسية في كل من الصفين الثاني والثالث الثانوي.المجموع النهائي في الثانوية العامة يبلغ 320 درجة، بينما يصل إلى 700 درجة في البكالوريا المصرية، بواقع 100 درجة لكل مادة.
المواد الأساسية والإضافية
التربية الدينية ليست من المواد المضافة للمجموع في الثانوية العامة، بينما تُعتبر مادة أساسية وتُحتسب ضمن المجموع في نظام البكالوريا.اللغة الأجنبية الثانية تم استبعادها من المجموع في الثانوية العامة، لكنها تدخل ضمن مواد التخصص في مسار “الآداب والفنون” ضمن البكالوريا المصرية، حيث يختار الطالب بينها وبين علم النفس.
المسارات والتخصصات الدراسية
تنقسم الثانوية العامة حاليًا إلى ثلاث شعب: علمي علوم، علمي رياضة، وأدبي.بينما يعتمد نظام البكالوريا المصرية على 4 مسارات تخصصية:الطب وعلوم الحياةالأعمالالهندسة وعلوم الحاسبالآداب والفنون

دراسة اللغة العربية
في النظام الحالي، تُدرّس اللغة العربية كمادة أساسية في الصف الثالث الثانوي.أما في نظام البكالوريا، فيدرس الطالب اللغة العربية فقط في الصف الثاني الثانوي، ولا تُدرّس في الصف الثالث.
تحسين المجموع
لا يُسمح في نظام الثانوية العامة التقليدي بتحسين المجموع.في المقابل، يتيح نظام البكالوريا المصرية للطالب اختيار الدرجات الأعلى من المحاولات المختلفة، بما يفتح المجال أمام تحسين الأداء الأكاديمي.

تصريحات الخبراء: البكالوريا ليست بديلاً بل خيار إضافي
صرّحت الدكتورة جيهان البيومي، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، أن نظام البكالوريا المصرية لا يُلغي نظام الثانوية العامة، بل يمثل خيارًا جديدًا يمنح الطالب حرية اختيار المسار الدراسي الذي يتوافق مع ميوله وقدراته.وأكدت نيفين شحاتة، المتخصصة في ملف التعليم، أن النظام الجديد أقرب للشهادات الدولية مثل IG والنظام الأمريكي، حيث يركز على التخصص المبكر وتعدد فرص التقييم، وليس مجرد إعادة تسويق لنظام البكالوريا القديم.من جانبه، أشار الخبير التربوي الدكتور عاصم حجازي إلى أن البكالوريا المصرية تمثل نقلة نوعية، إذ تدعم مهارات التفكير النقدي وتواكب الاتجاهات العالمية في التعليم المرتبطة بالاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا.
البكالوريا المصرية: نقلة تعليمية لطلاب الصف الأول الثانوي
من المتوقع أن يبدأ تطبيق نظام البكالوريا المصرية مع انطلاق العام الدراسي الجديد، على طلاب الصف الأول الثانوي، ليكون أمامهم حرية الاختيار بينه وبين نظام الثانوية العامة المعتاد، وسط استعدادات موسعة من وزارة التربية والتعليم لتأهيل المدارس والمعلمين لهذا التحول، فيما يظل “نظام البكالوريا المصرية” بين الدعم البرلماني والتشكيك الأكاديمي، إذ يرى البعض أنه خطوة نحو العدالة التعليمية وتطوير منظومة التقييم، بينما يحذر آخرون من التسرع في تطبيقه قبل توفير البنية التربوية الكاملة اللازمة لنجاحه. وبين هذا وذاك، يبقى مستقبل التعليم في مصر مرهونًا بتكامل الرؤية ووضوح المسار.