الصين ت обвиняю اليابان بالتجسس الجوي وتحذر من تصاعد التوترات فوق بحر الصين الشرقي

في تصعيد جديد بين بكين وطوكيو، اندلعت مناوشات جوية خطيرة فوق بحر الصين الشرقي، بعد أن رصدت الصين طائرات يابانية قالت إنها نفذت “استطلاعًا قريبًا” داخل منطقة تحديد الدفاع الجوي الصينية. التوتر العسكري بين القوتين الآسيويتين يعكس مشهدًا أشد خطورة من مجرد خلاف حدودي، ويهدد بانفجار أكبر وسط تصاعد الصراع على النفوذ في المحيطين الهندي والهادئ.
اتهامات متبادلة وتحذيرات متصاعدة
اتهمت الصين اليابان بإرسال طائرات تجسس إلى “منطقة تحديد الدفاع الجوي” الصينية، التي أنشأتها بكين عام 2013 فوق بحر الصين الشرقي المتنازع عليه.وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، جيانج بين، إن “طائرات استطلاع تابعة لليابان دخلت المجال دون تنسيق مسبق، مما استدعى الرد الفوري من القوات الجوية الصينية عبر التحقق والمراقبة”.
طوكيو ترد: خطر تصادم عرضي
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع اليابانية أن طائراتها كانت تقوم بتنشيط روتيني في المنطقة، لكنها واجهت “احتكاكات خطيرة” من الطائرات الصينية، محذرة من أن “السلوك غير المعتاد للطيران الصيني قد يؤدي إلى تصادم عرضي لا تُحمد عقباه”.وتعتبر اليابان المنطقة جزءًا من نطاق سيادتها الجوية، فيما تصر بكين على أحقيتها في المراقبة والسيطرة على تلك الأجواء.
منطقة مشتعلة ومتنازع عليها
بحر الصين الشرقي يشهد نزاعات سيادية مزمنة، خاصة حول جزر “سينكاكو/دياويو”، المتنازع عليها بين الصين واليابان. المنطقة نفسها تضم مصالح استراتيجية ضخمة، بما في ذلك احتياطات طاقة محتملة.وتقع هذه المنطقة في قلب سلسلة الجزر الأولى، وهي خط دفاع أمريكي إستراتيجي لاحتواء الصين عسكريًا، ما يضفي على الاشتباكات بعدًا دوليًا حساسًا.
مواجهات قد تتكرر
بحسب “نيوزويك”، فإن الأيام الماضية شهدت بالفعل احتكاكات جوية متكررة بين الطائرات الصينية واليابانية يومي الأربعاء والخميس، مما ينذر بتصاعد التوتر. الصحيفة توقعت استمرار “الرحلات التجسسية” اليابانية في المنطقة، ما قد يؤدي إلى المزيد من المواجهات في سماء بحر الصين الشرقي.في خضم تصاعد التوترات الإقليمية، يبدو أن بحر الصين الشرقي يتحول تدريجيًا إلى ساحة اختبار خطرة لإرادة الصين واليابان، ومن خلفهما القوى العظمى. المواجهات الجوية الأخيرة لا تعكس فقط خلافًا على الجغرافيا، بل صراعًا أوسع على السيطرة والهيبة في آسيا، بين صعود الصين واستراتيجية الاحتواء التي تقودها الولايات المتحدة وتشارك فيها اليابان.الخطر الحقيقي لا يكمن في مجرد مناورة أو اقتراب طائرتين، بل في احتمالية حدوث “شرارة خطأ” تقود إلى تصعيد غير مقصود، وربما مواجهة مسلحة لا تُراد لكنها تصبح حتمية.في ظل غياب آليات فاعلة لخفض التصعيد، واستمرار كل طرف في اختبار حدود الآخر، قد تكون المسألة مجرد وقت قبل أن تتحول هذه الأجواء المتوترة إلى صراع مفتوح. فهل يشهد العالم فصلًا جديدًا من سباق الهيمنة في شرق آسيا، أم تُلجم النيران قبل الاشتعال؟