تخطت 120 ألف دولار.. هل اقتربت البيتكوين من سعر “السباق الصاعد”؟

شهدت عملة بيتكوين قفزة تاريخية تجاوزت خلالها حاجز 121 ألف دولار، مسجلة بذلك أعلى مستوى لها على الإطلاق، في وقت يتزايد فيه زخم التبني المؤسسي والتحول الكبير في الرؤية الاقتصادية العالمية نحو الأصول الرقمية، ما يفتح باب التكهنات حول إمكانية وصولها إلى مستويات أعلى قد تصل إلى 200 ألف دولار خلال الشهور القادمة.لم يأتِ من فراغ الارتفاع الكبير في قيمة بيتكوين ، بل جاء مدفوعًا بموجة تبنٍّ ملحوظة من قبل الشركات والمؤسسات الكبرى التي لم تعد ترى في البيتكوين مجرد أصل مالي مضاربي، بل بدأت تتعامل معه كأداة استراتيجية لإدارة الخزائن.من أبرز هذه الشركات ميتابلانيت اليابانية، التي رفعت إجمالي مقتنياتها من البيتكوين إلى 16,352 وحدة بقيمة تقارب 93.6 مليون دولار، إلى جانب عملاق البرمجيات الأمريكي مايكروستراتيجي التي تخطت حاجز 597,000 بيتكوين في حيازاتها، مما يجعلها اللاعب الأكبر عالميًا في هذا المجال.
جاءت هذه التحركات لتعكس قناعة عميقة بأن بيتكوين باتت أصلًا لا غنى عنه في منظومة التمويل الحديثة، خاصة في ظل حالة الضبابية الاقتصادية العالمية وتراجع الثقة في بعض الأصول التقليدية.
توسع التبني بين الشركات العامة
المؤشرات لا تتوقف عند شركتين فقط، إذ تشير بيانات شركة “بلوك ووكَر إنتليجنس” إلى أن ما لا يقل عن 36 شركة عامة جديدة ستنضم إلى ركب التبني قبل نهاية عام 2025، بزيادة 25% عن الشركات الحالية التي تبلغ 141 شركة.هذا النمو في معدل التبني، الذي ارتفع بنسبة 120% خلال هذا العام وحده، يعكس انتقال البيتكوين من حيز الاهتمام الفردي إلى دائرة صنع القرار داخل مجالس إدارات الشركات، حيث يُنظر إليه كأداة توازن بين سوق الأسهم، وأسواق الدين، والأصول الرقمية الناشئة.
توقعات متفائلة من المؤسسات المالية
وسط هذا التوسع المؤسسي، لا تتوانى البنوك والمؤسسات المالية الكبرى عن إبداء تفاؤلها، بنك “ستاندرد تشارترد”، عبر”جيف كندريك” رئيس أبحاث الأصول الرقمية فيه ، توقّعه لأن يتخطى سعر بيتكوين 120 ألف دولار قريبًا، وأن يكون الربع الأخير من العام حاسمًا في كسر مستويات قياسية جديدة.ويعزو كندريك هذا التفاؤل إلى احتمالات إعادة التخصيص العالمية للأصول، خصوصًا بعد ازدياد التوترات الجيوسياسية والضغوط على الدولار الأمريكي، مما يجعل من بيتكوين وجهة جذابة لرؤوس الأموال الباحثة عن الاستقرار والعوائد المرتفعة.
دعم سياسي يغير قواعد اللعبة
التحولات الكبرى لم تكن اقتصادية فحسب، بل بدأت تتخذ طابعًا سياسيًا، ففي الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عزمه إنشاء احتياطي وطني من البيتكوين، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها، وتمثل تحولًا في موقف الإدارة الأمريكية تجاه العملات الرقمية.وأعلن ترامب عن استضافة أول “قمة للعملات المشفرة” في البيت الأبيض، كاشفًا أن البيتكوين والإيثريوم ستشكلان العمود الفقري للاحتياطي الرقمي الوطني، حيث جاءت هذه التصريحات بعد أسابيع من تقارير حول نية ترامب اعتماد العملات المشفرة ضمن الاستراتيجية الاقتصادية الأمريكية.
بوتين يدخل على الخط : البيتكوين لا يمكن حظره
من جهة أخرى، عبّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موقف داعم لتقنيات العملات المشفرة، مؤكدًا أن “لا أحد يمكنه حظر البيتكوين” لأنها جزء من تطور طبيعي في أدوات الدفع.

وجاءت تصريحات بوتين خلال منتدى “روسيا تنادي” حيث أشار إلى أن استخدام هذه الأدوات سيتسارع في العالم حتى في حال استمرار التوترات حول الدولار، معتبرًا أن الاتجاه نحو الابتكار المالي أمر لا مفر منه.
البيتكوين والتقلبات السياسية
ارتباط البيتكوين بالأحداث السياسية لم يتوقف عند التصريحات، بل انعكس أيضًا على الأسواق، ففي مارس الماضي، صعدت العملة بأكثر من 10% في يوم واحد بعد تصريحات ترامب بشأن العملات المشفرة، ليصل سعرها آنذاك إلى 94 ألف دولار، قبل أن تواصل مسارها الصاعد حتى تجاوزت اليوم حاجز 121 ألف دولار.
هل الوصول إلى 200 ألف دولار ممكن؟
في ظل هذه المؤشرات المتلاحقة من التبني المؤسسي، والدعم السياسي، وتغير المزاج الاستثماري العالمي، يرى كثير من المحللين أن الوصول إلى 200 ألف دولار للبيتكوين لم يعد سيناريو مستبعدًا، بل تحول إلى احتمال واقعي مدفوع بقوى السوق والنزعة العالمية للتحول نحو الاقتصاد الرقمي.