ويتكوف: تفاؤل أمريكي حذر في ظل تعثر مفاوضات غزة والتهديدات الإسرائيلية بالتصعيد

أعرب ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، الأحد، عن تفاؤله بشأن مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم تعقيدات المشهد السياسي والميداني.
وقال ويتكوف في تصريحات للصحفيين من مطار تيتربورو بولاية نيوجيرسي، إنه يعتزم لقاء مسؤولين قطريين رفيعي المستوى على هامش نهائي كأس العالم للأندية، لمناقشة تطورات الملف الفلسطيني الإسرائيلي.
إسرائيل تقبل المقترح… و”حماس” ترفض بشروط
وفي تصريحات متزامنة، أكد رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو أن بلاده وافقت على المقترح الأميركي الذي قدّمه ويتكوف، وكذلك على النسخة المعدّلة التي عرضها الوسطاء.
لكنه أشار إلى أن حركة “حماس” هي الطرف الذي يعرقل الوصول إلى اتفاق، قائلاً: “حماس تريد أن تبقى في غزة، وأن ننسحب لتعيد تسليح نفسها وتهاجمنا من جديد. لن أقبل بذلك. سأفعل كل ما يلزم لإعادة أسرانا”.
المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تلوّح بعملية عسكرية
حذّرت المؤسسة الأمنية في إسرائيل من احتمالية تصعيد ميداني خلال الساعات المقبلة، في حال عدم إحراز تقدم ملموس في ملف تبادل الأسرى. وذكرت مصادر أمنية أن القيادة السياسية قد تصادق قريبًا على تنفيذ مناورة عسكرية في عمق مدينة غزة، في خطوة تهدف للضغط على “حماس”.
“حماس” تتهم نتنياهو بإفشال المفاوضات
في المقابل، قال مسؤول رفيع في حركة “حماس” لشبكة “سي إن إن” الأميركية، إن المحادثات وصلت إلى مرحلة تعثّر بسبب ما وصفه بـ”شروط نتنياهو المتغيرة”، مشيرًا إلى أن آخر العقبات تتعلق بخرائط الانتشار الجديدة للجيش الإسرائيلي داخل القطاع.
وأكد مسؤول آخر في الحركة أن الموقف الإسرائيلي من إعادة الانتشار يشكّل العقبة الرئيسية، مؤكدًا أن “حماس” لم تعد تشترط الانسحاب الكامل، رغم أنه كان أحد مطالبها الأساسية سابقًا.
مصير 50 رهينة يضغط على المشهد
ولا يزال نحو 50 إسرائيليًا وأجنبيًا محتجزين في غزة، من بينهم 28 رهينة يُعتقد أنهم قتلوا وتُحتجز جثثهم، ما يزيد من تعقيدات المشهد الإنساني والسياسي على حد سواء.وفي ظل هذا المشهد المتشابك، يقف العالم على حافة سيناريوهين متناقضين: إما انفراجة دبلوماسية تنقذ الأرواح وتفتح باب التهدئة، أو تصعيد عسكري واسع قد يُغرق غزة مجددًا في دوامة الدم والنار. وبين حسابات السياسة وأصوات المدافع، تظل حياة الرهائن ومعاناة المدنيين ورقة ضغط مأساوية في لعبة كسر العظم بين تل أبيب و”حماس”، فيما يترقب الجميع إن كان “تفاؤل ويتكوف” سيتحول إلى اختراق فعلي… أم مجرد وهم في رمال الشرق الأوسط المتحركة.