إيران تُعلن إبعاد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. ضربة نووية للغرب بعد الهجمات الأمريكية

إيران تُعلن إبعاد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. ضربة نووية للغرب بعد الهجمات الأمريكية

أكد كاظم غريب آبادي، المعاون القانوني لوزير الخارجية الإيراني، أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يعودوا موجودين على الأراضي الإيرانية في أعقاب الضربات الأمريكية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية. وأوضح أن عمليات التفتيش كانت تركز على ثلاث منشآت لتخصيب اليورانيوم، مشيرًا إلى أن إسرائيل تدعي استهدافها، مما يطرح تساؤلات حول جدوى استمرار عمل المفتشين في ظل هذه الظروف.

الرد الإيراني: “ضربة مضبوطة ومحسوبة”

أشار آبادي إلى أن الرد الإيراني على الهجمات كان “محدودًا ومضبوطًا”، مؤكدًا أن طهران استخدمت الحد الأدنى من قدراتها الصاروخية لتحقيق الردع. وأضاف أن الانسجام بين القيادة السياسية والعسكرية في إيران ساهم في إفشال ما وصفه بالمحاولة الإسرائيلية لـ”تفكيك النظام الإيراني في ليلة واحدة”، مشددًا على أن الخسائر الإيرانية تم الكشف عنها، بينما أخفت إسرائيل حجم الدمار الذي تعرضت له.

تحذير من تفعيل “آلية الزناد” الأوروبية

ردًا على التهديدات الأوروبية بتفعيل آلية الزناد لفرض عقوبات جديدة، اتهم آبادي أوروبا بعدم الالتزام بالتعهدات النووية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي من الأساس. وحذر من أن أي خطوة أوروبية في هذا الاتجاه ستواجه برد إيراني حاسم، داعيًا الدول الأوروبية إلى “العقلانية” وعدم الانصياع لسياسات واشنطن.

المفاوضات مع الغرب: “لا ثقة ولكننا مستعدون”

أكد آبادي أن طهران ستواصل التفاوض مع الغرب، لكن من منطلق “عدم الثقة”، مع التمسك الكامل بحقوقها في رفع العقوبات وممارسة الأنشطة النووية. وكشف أن الرسالة التي أرسلها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي تضمنت تهديدات عسكرية، لكن إيران واجهتها بالجاهزية العسكرية والدبلوماسية، وهو النهج ذاته الذي اتبعته في الرد الأخير على إسرائيل.

الانتصار الإيراني: “وحدة وطنية ومكاسب إقليمية”

اختتم آبادي تصريحاته بالحديث عن “الانتصار الإيراني” الذي تجلى في تعزيز الوحدة الوطنية ورفع مكانة طهران إقليميًا ودوليًا. وأشار إلى صدور بيانين دوليين يدينان إسرائيل دون تدخل مباشر من إيران، معتبرًا ذلك إنجازًا غير مسبوق. كما أكد أن إيران ستواصل سياسة الردع مع الحفاظ على خياراتها العسكرية والدبلوماسية مفتوحة.
تصريحات آبادي تأتي في إطار التصعيد المستمر بين إيران والغرب، خاصة بعد الهجمات المتبادلة بين طهران وإسرائيل. إعلان انسحاب مفتشي الوكالة الذرية قد يزيد من مخاطر عزل إيران دوليًا، لكن طهران تبدو مصممة على استخدام الورقة النووية كأداة ضغط في أي مفاوضات مقبلة. في الوقت نفسه، تؤكد القيادة الإيرانية على أولوية الردع العسكري والحفاظ على الوحدة الداخلية كأساس لمواجهة التحديات الخارجية.