توتر ليلي في أربيل: الدفاعات الأمريكية تُسقط طائرة مسيّرة قرب المطار

توتر ليلي في أربيل: الدفاعات الأمريكية تُسقط طائرة مسيّرة قرب المطار

في ساعة متأخرة من ليل أربيل، عاد دوي الانفجارات ليكسر صمت المدينة، وتزامنت أضواء الدفاعات الجوية مع صافرات الإنذار المرتفعة من داخل القنصلية الأمريكية. سيناريو مألوف لكنه مشحون بالرسائل: هجوم جوي جديد… ورد أمريكي سريع.

صافرات الإنذار تدوي… ومنظومة “سي رام” تتدخل

أفادت وسائل إعلام عراقية، فجر الاثنين، بأن صافرات الإنذار انطلقت في محيط مطار أربيل الدولي والقنصلية الأمريكية، عند حوالي الساعة 2:30 فجراً. شهود عيان أكدوا سماع دوي انفجارات متتالية، تبعها إطلاق كثيف لنيران الدفاعات الجوية الأمريكية المنتشرة في المنطقة.بحسب مصادر أمنية محلية، فعّلت القوات الأمريكية منظومة الدفاع الجوي “سي رام” (C-RAM) بعد رصد طائرة مسيّرة تحلّق فوق المنطقة الحساسة، لتقوم المنظومة باعتراضها بنجاح قبل أن تصل إلى هدفها.

طوق أمني وتحقيقات ميدانية

عقب الحادث، تحرّكت قوات أمنية عراقية إلى موقع إطلاق النار، وفرضت طوقًا أمنيًا واسعًا حول المطار والمنطقة المحيطة به، وسط حالة استنفار أمني. حتى اللحظة، لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، كما لم تُصدر حكومة إقليم كردستان أو التحالف الدولي أي بيان رسمي يوضح تفاصيل الجسم الذي تم إسقاطه أو الجهة المهاجِمة.

هجمات سابقة تعيد سيناريو التوتر

وتجدر الإشارة إلى أن مطار أربيل الدولي والمنشآت الأمريكية المجاورة له تعرضت في السابق لهجمات مماثلة باستخدام طائرات مسيّرة أو صواريخ قصيرة المدى، وسط اتهامات غير مباشرة لفصائل مسلحة مدعومة إقليميًا.ورغم نجاح الدفاعات الأميركية في إسقاط الطائرة المسيّرة، فإن الحادث يعكس هشاشة الوضع الأمني في شمال العراق، ويطرح تساؤلات مقلقة حول مستقبل الاستقرار في أربيل، التي لطالما اعتُبرت من أكثر المدن أمانًا في البلاد. استمرار استهداف المنشآت الدبلوماسية والعسكرية الأميركية يشير إلى تصاعد نبرة التحدي من أطراف مجهولة، وسط صمت رسمي من حكومة الإقليم والتحالف الدولي. وبينما تتجه الأنظار إلى من يقف وراء الهجوم، يبقى احتمال التصعيد مطروحًا في أي لحظة. فكل طائرة مسيّرة لا تعني فقط محاولة اختراق أمني، بل أيضًا رسالة سياسية مشفّرة. وفي الوقت الذي تتعامل فيه الدفاعات الجوية مع الخطر، تزداد التوترات على الأرض، وينتظر الجميع الإجابة على سؤال واحد: إلى أين تتجه أربيل؟