بكين وموسكو تتناولان القضايا الحيوية.. تعزيز التعاون في ظل التوترات العالمية

أجرى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، محادثات مكثفة مع نظيره الصيني، وانج يي، في العاصمة بكين، يوم الأحد، حيث ناقش الجانبان عددًا من الملفات الساخنة على الساحة الدولية. وجاءت هذه المباحثات في إطار زيارة لافروف إلى الصين، بعد زيارته الأخيرة إلى كوريا الشمالية، مما يُظهر حرص موسكو على تعزيز تحالفاتها الإقليمية في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة.
التركيز على الأزمة الأوكرانية والعلاقات مع واشنطن
وفقًا لبيان صادر عن الخارجية الروسية، تناول اللقاء سبل تسوية الأزمة الأوكرانية، بالإضافة إلى العلاقات مع الولايات المتحدة، التي تشهد توترات متصاعدة مع كل من موسكو وبكين. وأكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الثنائي في مواجهة الضغوط الغربية، مع إشارة خاصة إلى التنسيق في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
النزاعات الإقليمية على طاولة الحوار
تطرق الوزيران أيضًا إلى عدد من الملفات الإقليمية الساخنة، بما في ذلك:التصعيد الإسرائيلي-الإيراني وآثاره على استقرار الشرق الأوسط.الوضع في شبه الجزيرة الكورية في ظل التقارير الأخيرة عن أنشطة عسكرية متزايدة.
كما ناقشا سبل تعزيز التعاون ضمن إطار منظمة شنغهاي للتعاون، التي تضم دولًا آسيوية كبرى، وتُعد منصة مهمة للتنسيق السياسي والاقتصادي بين موسكو وبكين وحلفائهما.
تعزيز التنسيق في المحافل الدولية
أكد البيان المشترك على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في المنظمات الدولية، لا سيما:الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حيث تمتلك كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو).منظمة شنغهاي للتعاون، التي تُعد إحدى الأدوات الرئيسية لتعزيز النفوذ الروسي-الصيني في آسيا.مجموعة العشرين ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (APEC)، في إطار السعي لموازنة النفوذ الغربي.
خلفية الزيارة وتوقيتها الاستراتيجي
يأتي لقاء لافروف مع وانغ يي قبل أيام من مشاركته في اجتماع لوزراء خارجية منظمة شنغهاي للتعاون، مما يُظهر الرغبة الروسية في تعزيز التحالفات مع الصين وحلفائها الآسيويين. كما تزامنت الزيارة مع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب بسبب الحرب في أوكرانيا، وبين الصين والولايات المتحدة بسبب قضايا مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي.
توقعات بتعاون أوثق في مواجهة التحديات
تشير هذه المباحثات إلى أن روسيا والصين تسعيان إلى تعزيز تحالفهما الاستراتيجي في مواجهة الضغوط الغربية، مع التركيز على التنسيق في الملفات الساخنة مثل أوكرانيا وكوريا الشمالية والشرق الأوسط. ويُتوقع أن تظل العلاقات الروسية-الصينية عنصرًا محوريًا في المشهد الجيوسياسي العالمي، خاصة مع استمرار التوترات بينهما والغرب.“في وقت تشهد فيه العلاقات الدولية توترات غير مسبوقة، تبرز المحادثات الروسية-الصينية كعلامة على إصرار البلدين على تعزيز تحالفهما الاستراتيجي. ومع استمرار التحديات في أوكرانيا والشرق الأوسط وآسيا، يُتوقع أن تظل موسكو وبكين شريكين أساسيين في تشكيل موازين القوى العالمية.”