أزمة الحريديم تثير توترات في حكومة نتنياهو وزيادة المطالب لإجراء انتخابات مبكرة

أزمة الحريديم تثير توترات في حكومة نتنياهو وزيادة المطالب لإجراء انتخابات مبكرة

تصاعدت حدة الأزمة داخل ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب تهديد أحزاب الحريديم الدينية بالانسحاب إن لم يُقرّ قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية. هذا التهديد أسفر عن خسارة الحكومة أغلبية برلمانية وإسقاط أجندتها التشريعية، ما أثار دعوات قوية من المعارضة لإجراء انتخابات مبكرة في ظل توتر داخلي متصاعد وبضغط شديد من قواعد الشارع.

تحالف هش.. الحريديم يهددون وحدة الائتلاف

هدَّدت أحزاب الحريديم – وهي عامل رئيسي في ائتلاف نتنياهو – بالانسحاب حال لم يتم تمرير قانون يعفي شبانها من التجنيد. وقد أدى هذا التهديد إلى سحب مشاريع حكومية من الكنيست، ما كشف هشاشة التحالف الحكومي وانقسامات عميقة داخل صفوفه.

تاريخ من الإعفاءات العسكرية.. هل انتهى عهد الامتيازات؟

تقليديًا، تم إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية منذ نشأة إسرائيل. إلّا أن نموّهم ليشكّلوا نحو 13% من السكان، وصدور قرار قضائي يُلزمهم بالخدمة، جعل الجيش يطالب بسرعة استدعائهم. هذا تحوّل شكّل نقطة توتر جديدة في المجتمع الإسرائيلي.

لابيد يتقدم المعارضة: “الحكومة فقدت شرعيتها”

رغم حفاظ الحكومة على بعض مواقعها، طالب يائير لابيد، زعيم المعارضة، بحل الكنيست وإجراء انتخابات مسبقة، زاعمًا أن الحكومة فقدت شرعيتها وحاولتها في التسيير.

يمين متطرف غاضب.. لا لوقف إطلاق النار

إضافة إلى أزمة الحريديم، يواجه نتنياهو ضغوطًا من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، قادة اليمين المتطرف، الذين يعتبرون أن وقف النار في غزة تسوية فاشلة، وأن من الضروري مواصلة العمليات وفرض سيادة كاملة على القطاع.

خطة رفح “الإنسانية”.. مناورة أم تهجير منظم؟

استجابةً لانتقادات اليمين المتطرف، صادق مجلس الوزراء الأمني على خطة لإنشاء “مدينة إنسانية” في رفح لإيواء 600 ألف نازح فلسطيني. الحكومة اعتبرت الخطة وسيلة “لفرز” المدنيين عن مقاتلي حماس، لكن انتقادات دولية ظهرت، لا سيما من بريطانيا، التي عبّرت عن قلقها من “تداعيات إنسانية خطيرة”.الجيش على المحك.. آلاف الحريديم مهددون بالتجنيدمع انفراط عقد الإعفاءات، أعلن الجيش استعداده لاستدعاء آلاف شبان الحريديم، وطالبهم بالانضمام إلى الخدمة في غضون 12 يومًا، وإلّا سيعتبرون “فارّين”، الأمر الذي أثار انقسامًا واسعًا داخل المجتمع.

استطلاع صادم: أغلبية الإسرائيليين ضد إعفاء المتدينين

أظهر استطلاع من المعهد الإسرائيلي للديمقراطية أن 85% من الجمهور يعارض إعفاء الحريديم من الخدمة، ما يضع الحكومة تحت ضغط شعبي كبير في ظل سقوط الجنود في القتال – ومنهم 5 جنود قُتلوا في كمين ببيت حانون الأسبوع الماضي.

نتنياهو يناور بالوقت.. رهانات محفوفة بالمخاطر

في محاولة لتفادي الانهيار، يسعى نتنياهو لاستثمار المهلة حتى نهاية دورة الكنيست الصيفية (نهاية يوليو)، في تأجيل الأزمة حتى ديسمبر. لكنه يواجه سؤالاً صعبًا: هل يستطيع دفع الوقت دون ضمان عودة الاستقرار السياسي؟

أزمة متصاعدة.. والانتخابات المبكرة تلوح في الأفق

بين الواقع السياسي المتأزم والمطالب الشعبية والسياسية المتباينة، تبدو فرص بقاء الحكومة على حالها ضعيفة. ومع تضاؤل الشروط أمام نتنياهو، أصبح الحديث عن انتخابات مبكرة أمراً محتملاً خلال الأشهر المقبلة.أزمة الإعفاء من التجنيد كشفت هشاشة التحالف الحكومي ومنعت الحكومة من استكمال جدول أعمالها. في ظل توافق ضئيل بين داخليين ودوليين، والحسابات السياسية المتشابكة، يبدو أن إسرائيل على شفير مرحلة جديدة من التقلبات السياسية، تتجه نحو انتخابات مبكرة لا محالة.