إسرائيل تطلب من الأمم المتحدة استمرار إدارة توصيل المساعدات إلى غزة

كشف نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، كار سكاو، الجمعة، أن إسرائيل أبلغت المنظمة الأممية رغبتها في أن تستمر كـ”جهة رئيسة” في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، خصوصًا في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس.وفي تصريحات صحفية عقب زيارته إلى كل من إسرائيل وغزة الأسبوع الماضي، ونقلتها وكالة “رويترز”، أكد سكاو أن المسؤولين الإسرائيليين شددوا على أهمية الدور الذي تلعبه الأمم المتحدة في إدارة وتوزيع المساعدات، مشيرًا إلى أن الحديث عن مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل لم يُطرح خلال المحادثات.وقال سكاو: “يريدون أن تستمر الأمم المتحدة في أن تكون الجهة الرئيسة لإيصال المساعدات، وخصوصًا إذا جرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار.. وطلبوا منا أن نكون مستعدين لتوسيع نطاق عملياتنا”.
رفض أممي للتعاون مع مؤسسة مدعومة إسرائيليًا
وكانت إسرائيل، إلى جانب الولايات المتحدة، قد حثّت الأمم المتحدة في وقت سابق على العمل من خلال كيان جديد يُعرف باسم “مؤسسة غزة الإنسانية” لتنسيق إيصال المساعدات، وهو ما رفضته المنظمة الدولية، معللة رفضها بـ”غياب الحياد” و”عسكرة المساعدات”.وقالت الأمم المتحدة إن نموذج التوزيع الذي تقترحه المؤسسة الجديدة يُجبر سكان القطاع على النزوح، ويقوّض المبادئ الإنسانية المعمول بها دوليًا، ما يثير مخاوف بشأن تسييس الإغاثة وتحويلها إلى أداة ضغط ميداني.
نقطة خلاف في المفاوضات مع حماس
ويُعد تدفق المساعدات الإنسانية من أبرز نقاط الخلاف في مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية حاليًا بين إسرائيل وحماس، بوساطة من الولايات المتحدة وقطر ومصر. وكانت حركة حماس قد أكدت، الأربعاء الماضي، أن مسألة إدخال المساعدات تُعد من “العُقد التفاوضية”، في ظل استمرار الحصار ومنع الإمدادات عن مناطق عدة داخل القطاع.وفي هذا السياق، يبدو أن موقف إسرائيل المعلن الآن – بدعم استمرار دور الأمم المتحدة – يمثل تحولًا نسبيًا عن الطرح السابق الذي روّج لتفويض جهة بديلة تعمل بإشراف مباشر من تل أبيب وواشنطن.
تحضيرات لما بعد وقف إطلاق النار؟
وبحسب سكاو، فإن الجانب الإسرائيلي طلب من برنامج الأغذية العالمي أن يكون مستعدًا لتوسيع نطاق عملياته الإنسانية في غزة، وهو ما يُفسّر على أنه استعداد مبكر لاحتمالية التوصل لاتفاق تهدئة أو وقف دائم لإطلاق النار خلال الأسابيع القادمة.وقال:“أعتقد أنه كانت هناك شائعات عن إبعاد الأمم المتحدة، ولكن كان من الواضح جدًا خلال المحادثات التي أجريتها أنهم يريدون أن تستمر المنظمة في أن تكون جهة إيصال المساعدات الرئيسة (في غزة)”.
أزمة إنسانية خانقة تتطلب استجابة مستقرة
ويواجه قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، وسط شح حاد في الغذاء والماء والدواء، وتدمير واسع للبنية التحتية. وتعتمد مئات الآلاف من العائلات على المساعدات الدولية كمصدر وحيد للبقاء، ما يجعل دور الأمم المتحدة محورياً في أي خطة إنقاذ مستقبلية.