زيلينسكي يعلن عن استئناف المساعدات العسكرية الغربية لأوكرانيا بعد انقطاع غير متوقع

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الجمعة، أن بلاده استأنفت تلقي شحنات المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، بعد توقف مؤقت أثار مخاوف كييف من تقليص الدعم الغربي في ظل تصاعد العمليات على الجبهات.وقال زيلينسكي في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على منصة “إكس”: “لقد تلقينا إشارات سياسية على أعلى المستويات – إشارات إيجابية – بما في ذلك من الولايات المتحدة وأصدقاؤنا الأوروبيون. وبحسب جميع التقارير، استؤنفت شحنات المساعدات”.
We have received political signals at the highest level – good signals – including from the United States, from our European friends. According to all reports, aid shipments have been restored. pic.twitter.com/ppZezGgp7X— Volodymyr Zelenskyy / Володимир Зеленський (@ZelenskyyUa) July 11, 2025
توقف مفاجئ وأزمة داخل البنتاجون
يأتي الإعلان في أعقاب جدل سياسي داخل الإدارة الأمريكية، حيث أفادت شبكة NBC الإخبارية في 4 يوليو، بأن قرار تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا جاء بشكل أحادي من وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، دون تنسيق مسبق مع مؤسسات الدولة أو حتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.وفي وقت لاحق، أكدت شبكة CNN أن هيغسيث لم يُخطر البيت الأبيض مسبقًا بخطوته، فيما نقلت وكالة أسوشيتد برس أن القرار أثار دهشة ترامب، الذي أبدى استغرابه قائلاً إنه “لا يعلم من الذي أذن بتعليق المساعدات”، ما عكس حالة من الارتباك داخل البنتاجون حول آلية اتخاذ القرار.
الغرب يعود للدعم
وفي بيانه المصوّر، لم يحدد زيلينسكي أنواع الأسلحة التي تم استئناف توريدها، مكتفيًا بالتأكيد على أن الشحنات بدأت بالعودة تدريجيًا، ما قد يشير إلى حذر دبلوماسي أو تكتيك عسكري يتجنب الكشف المبكر عن طبيعة المساعدات.ويُعد دعم الأسلحة الغربية لأوكرانيا محوريًا في صمود القوات الأوكرانية أمام الهجمات الروسية المستمرة منذ فبراير 2022، وتخشى كييف من أن يؤدي أي تباطؤ في هذا الدعم إلى تراجع ميداني قد تستغله موسكو لتوسيع سيطرتها.
إمدادات السلاح تصعيد خطير
في المقابل، ترى روسيا أن استئناف إمدادات السلاح يُعقّد جهود التسوية، ويزيد من تورط دول الناتو في النزاع. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن “أي شحنات أسلحة تُرسل إلى أوكرانيا تُعتبر أهدافًا مشروعة للقوات الروسية”، مشددًا على أن “الضخ المستمر للأسلحة لا يخدم العملية التفاوضية، بل يطيل أمد الحرب”.بدوره، وصف الكرملين الدعم الغربي العسكري بأنه “لعب بالنار”، محذرًا من أن استمرار هذه السياسة قد يؤدي إلى مواجهة إقليمية أوسع، وربما تصعيد خارج حدود أوكرانيا.
التحديات مستمرة رغم استئناف الدعم
ورغم استئناف المساعدات، لا تزال أوكرانيا تواجه تحديات عسكرية واقتصادية، في وقت تسعى فيه إلى ضمان استمرار الدعم الغربي دون انقطاع، وسط تغير في المزاج السياسي داخل بعض العواصم الأوروبية، وضغوط داخل الولايات المتحدة بشأن أولويات الإنفاق العسكري في ظل الحملات الانتخابية المقبلة.ويبدو أن كييف تعول على إشارات الاستئناف الأخيرة لتعزيز مواقفها ميدانيًا، وتحقيق مكاسب استراتيجية قبل أي مفاوضات محتملة، وسط سباق محموم بين الحرب والمفاوضات، وبين الدعم السياسي الغربي والتحفظات المتزايدة حول كلفة الصراع.