واشنطن تضغط على حماس: تأجيل مناقشة الانسحاب لحماية صفقة الأسرى

واشنطن تضغط على حماس: تأجيل مناقشة الانسحاب لحماية صفقة الأسرى

في محاولة أخيرة لإنقاذ مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة “حماس“، طالبت الإدارة الأمريكية الجانب الفلسطيني بتأجيل النقاش حول مسألة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، والتركيز في هذه المرحلة على ملفات أخرى قد تفتح الطريق نحو اتفاق شامل.وكشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، نقلًا عن مصادر مطلعة على مجريات التفاوض، أن الوفد الأمريكي طلب من حركة حماس التعامل بمرونة مؤقتة تجاه مطلبها الأساسي بانسحاب إسرائيل الكامل من القطاع، مع تأجيل بحث هذه المسألة إلى المراحل الأخيرة من المحادثات، خشية انهيار العملية التفاوضية بالكامل.

الانسحاب العقبة الأكبر

تُعد خرائط الانسحاب التي قدمتها إسرائيل مؤخرًا النقطة الأكثر حساسية في الجولة الحالية من التفاوض، وفقًا لما أفادت به المصادر. ورغم ما وُصف بـ”المرونة المحدودة” التي أبدتها إسرائيل، خصوصًا في جنوب القطاع، إلا أن حماس ترى أن الخرائط الإسرائيلية تُبقي قوات الجيش داخل مناطق واسعة من غزة، وهو ما يتناقض مع مطالبها بانسحاب شامل كشرط أساس لأي اتفاق.وقال مسؤول إسرائيلي ومصدر آخر مطلع على المفاوضات إن الساعات الأربع والعشرين الماضية لم تشهد أي تقدم، فيما وصف أحدهم الأجواء بأنها “خالية من أي محادثات جوهرية”. ولا يزال الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة، بينما لم يغادر المبعوث الأميركي بريت ماكغورك المنطقة، ما يؤكد استمرار المساعي الأمريكية لمنع فشل العملية.

مطالب متباينة بشأن المنطقة العازلة

ضمن المحاور الأمنية المطروحة، وافقت حركة حماس – بحسب التقرير – على توسيع المنطقة العازلة الحدودية مع إسرائيل لتبلغ كيلومترًا واحدًا بدلاً من 700 متر، في حين تطالب إسرائيل بمساحة عازلة تصل إلى 3 كيلومترات في منطقة رفح، وما بين 1 إلى 2 كيلومتر في باقي المناطق المحاذية للحدود.

 قضايا الانسحاب لاحقًا

وتقترح واشنطن تأجيل حسم قضية الانسحاب العسكري الإسرائيلي إلى ما بعد التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن قائمة الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع.وبموجب هذا التصور، لن تُناقش الخرائط ومواقع تمركز القوات الإسرائيلية إلا بعد تحقيق تقدم ملموس في الملفات الإنسانية واللوجستية، بهدف تهيئة الأجواء لإنهاء الحرب وتحقيق تهدئة طويلة الأمد.

مخاوف من انهيار المفاوضات

ويُنظر إلى هذه التطورات كمؤشر على هشاشة العملية التفاوضية، حيث تخشى الولايات المتحدة من أن يؤدي تمسّك كل طرف بمطالبه الأساسية منذ البداية إلى تفجير المحادثات بالكامل، في ظل معادلة معقدة تجمع بين متطلبات أمنية وسياسية وإنسانية، ومصالح متضاربة بين الأطراف المعنية.ويأتي الضغط الأمريكي في سياق سباق دبلوماسي مع الزمن، إذ تعاني غزة من كارثة إنسانية متفاقمة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الإقليمية والدولية لإنجاز صفقة تنهي الحرب وتعيد الأمل بتهدئة مستدامة.